للكلام في الشأن الكنسيّ قواعده
عوّدنا الأستاذ غسّان سعود أن يفتح، في معظم مقالاته التي تنشرها جريدة «الأخبار»، أبواباً، يراها حسّاسة، لا تتعلّق بأمور سياسة البلد حصراً، بل، أحياناً، بأمور تخصّ الكنيسة الأرثوذكسيّة.
ثلاث مقالات ذكر فيها شؤوناً أرثوذكسيّة. المقالة الأخيرة، التي نشرتها «الأخبار» في الأوّل من تشرين الأوّل 2009، تكلّم فيها سعود عن انتخاب مطران جديد لأبرشيّة طرابلس والكورة وما يليهما خلفاً لمطرانها إلياس قربان. وسبقتها مقالتان علّق، في الأوّلى، على عظة المطران جورج خضر في دفن المرحوم إلياس متري، والد الوزير طارق متري. وفي الثانية، كتب عن الكنيسة الأرثوذكسيّة في شدرا ــــ عكّار، وافتقارها، حسبما رأى، إلى أيّ دعم من المسؤولين الكنسيّين الذين تعاقبوا على سدّة الأسقفيّة فيها.
لا أعرف المصادر التي يستقي منها الأستاذ سعود معلوماته... فللكلام في الشأن الكنسيّ قواعده وأهدافه. وإن لم تكن حكراً على أحد، إلا أنّ أحداً لا يمكنه أن يفلح في مقاربتها على أنقاضها. وإذا أخذت مثلاً تعليق سعود على عظة دفن المرحوم إلياس متري، فما يبدو، ظاهراً، أنّه قد فاته أنّ العظة، في أيّ خدمة كنسيّة، كلام أبويّ لا يحتمل أيّ تأويل يخرجه عن هدفه. إنّها عمل حميم، سمح سعود لنفسه، في مناسبة جوهرها تعزية، بأن يؤوّله من دون أن يعتني، وفق اعتقادي، بأن يستوضح قائله الأصليّ... أحبّ أن ينتقد شخصاً ذا مكانة عالية (معالي الوزير طارق متري) من خارج إطاره السياسيّ، أو لا يرضي نهجُهُ المؤسّسة التي يعمل فيها، فحرّف كلاماً لا يحتمل تحريفاً...
أمّا عن مقالتيه الأخريين، فيبدو جليّاً أنّهما تتضمّنان بعض تشويه. ففي المقالة عن شدرا، قال سعود أشياء عن إهمال كنيسة لا يمكن نعتها بالإهمال، لا سيّما بعدما تربّع على سدّة الأسقفيّة فيها المثلّث الرحمة المطران بولس بندلي. والثانية ختمها بذكر التمييز بين حياة الكهنة إن لجهة ملابس خدمتهم، أو نوع السيّارات التي يملكونها، وأيضاً «الثريّات المتلألئة» التي تغيّرها «كنائس بيروت وجبل لبنان كلّ بضعة أشهر»... هنا، يعنيني كثيراً أن يعرف الأستاذ غسّان، أوّلاً، أنّ المسؤولين، في الكنيسة، لا يحدّد رعايتَهم شعبهم عددُ المؤسّسات التي يساهمون في إنشائها في هذه الرعيّة أو تلك. المعيار يتعلّق بعمل المسؤولين على أن يوافقوا التدبير الخلاصيّ بأن يكون مسيحُ الله أساسَ حياةٍ جديدة... لا أعرف ما هي الحكمة التي دفعت سعود إلى أن يخبط خبط عشواء في مقالة أراد فيها موضوعاً آخر...
الشمّاس جورج شلهوب