زينب صالحينتظر معتز موسم الزيتون بفارغ الصبر حتى يعمل في قطفه لدى أحد أصحاب البساتين، ويتقاضى بدل ذلك «يومية» لا بأس بها. معتز ليس الشاب الوحيد الذي يعمل ليؤمن مصروفه في مروحين. مصلح يذهب بأغنامه بعد أذان الفجر إلى الحقول ولا يعود إلا عند المساء، ليبيع حليبها ومشتقاته، بالإضافة إلى روثها الذي يستخدم سماداً للتربة، مستغلاً المداخيل التي يحققها لتسديد اشتراكه في الباص المدرسي الذي يقلّه إلى ثانوية عيتا الشعب الرسمية شتاءً، وينقل أخته إلى مدرستها، لأن مدرسة مروحين قد أقفلت أبوابها منذ وقوع المجزرة الشهيرة فيها عام 2006.
عموماً، يعمل أهل القرية الجنوبية الواقعة على الحدود في رعاية المواشي والزراعة وبيع منتجاتها. فتذهب هدى أيام الصيف إلى الحقول بأكياس فارغة، وتعود بها مليئة بالهندباء البرية والصّعتر، تبيع القليل منها في دكاكين القرية المحدودة العدد، وتنتظر الباعة الذين يقصدونها للشراء. وإن لزم الأمر، تذهب بنفسها إلى الدكاكين الكثيرة في عيتا الشعب لأنه «إن لم نعمل جميعنا في البيت، فإننا لن نجد ثمن طعامنا» كما تقول. محمد يعمل في صيد الأسماك في الناقورة ويعترف «أشعر أن في عملي جزءاً من المخاطرة، لكني لا أريد أن أصبح راعي أغنام مثل والدي. يجب أن أتعلم وأحصل على وظيفة لي في المستقبل، لذلك أعمل اليوم وأدرس في الوقت ذاته»، بينما يضيف صديقه أحمد «العمل في الزراعة ورعي المواشي ليس عيباً، لكن العيب هو ألّا نطلب العلم وأن نبقى على حالنا».