إنّ حلّ المشاكل والقضايا داخل المخيم ستكون من مهمات قوى الأمن، اتُّفق على ذلك، وعلى غيره من الأمور، لكن الفلسطينيين ما زالوا غير مطمئنين
طرابلس ــ عبد الكافي الصمد
عُقد اجتماع أمس في مقر استخبارات الجيش اللبناني في طرابلس، جمع مسؤول فرع الشمال العقيد عامر الحسن مع ممثلي الفصائل واللجان الفلسطينية، ومثّل خطوة إجرائية متقدمة لتطبيق ما اتُّفق عليه من إجراءات أمنية جديدة في مخيم نهر البارد خلال الزيارة التي قام بها نائب مدير استخبارات الجيش العقيد عباس إبراهيم، برفقة الحسن، إلى المخيم في 30 أيلول الماضي.
أسئلة عدة طُرحت في الاجتماع، تتعلق بكيفية تطبيق بعض الإجراءات... وبقيت بلا أجوبة، ما دفع الحسن إلى استمهال المجتمعين في ما سيأتي به من تعليمات تفصيلية بعد لقاء يجمعه اليوم في وزارة الدفاع في اليرزة مع رئيس الأركان في الجيش اللواء شوكت المصري وكبار ضباط الجيش.
فلسطينيون شاركوا في الاجتماع قالوا لـ«الأخبار» إن ما سمعوه يفيد بأن «الإجراءات الأمنية الجديدة ستخضع لفترة اختبار، إذا نجحت تُطَوَّر باتجاه خطوات أخرى». وأشاروا قائلين: «كنا نظن أن قوى الأمن الداخلي ستتسلم المهامّ الأمنية من الجيش، لكن تبين أن الإجراءات الجديدة ستفضي إلى وجود مرجعيتين أمنيتين في المخيم، واحدة في الداخل وأخرى في محيطه وعلى مداخله، فضلاً عن مرجعية البلديات المجاورة التي تتبع أراضي الجزء الجديد من المخيم إدارياً لها». وأضافوا: «إن الإجراءات الجديدة المنويّ اتخاذها زادت الهواجس».
قال مشاركون في الاجتماع إن «قرار السماح للبنانيين بالدخول إلى المخيم بلا تصاريح مسبقة من الجيش متخذ ونهائي، لكن ترتيبات أمنية معينة سترافقه، أبرزها أن الدخول سيكون عبر مدخل العبدة فقط، بعد أن يبرز الداخلين بطاقة هوياتهم للتدقيق في أسمائهم وتسجيلها، وفي ضوء هذه التجربة قد يعمّم السماح بالدخول عبر المداخل الثلاثة الأخرى للمخيم أو لا».
الوفد الفلسطيني شدد أمام الحسن على أن الموضوع أصبح «في حاجة إلى نقاش جديد مع مسؤول منطقة الشمال في قوى الأمن الداخلي العميد علي خليفة، وذلك كي لا تتضارب صلاحيات قوى الأمن ومهماتها مع الجيش»، موضحة أن وفداً من الفصائل سيزور خليفة اليوم «لاستيضاحه في بعض النقاط».

الإجراءات الأمنية الجديدة ستخضع لفترة اختبار
الحسن أوضح للوفد أن «المشاكل والقضايا المدنية والمجتمعية داخل المخيم ستكون من مهمات قوى الأمن الداخلي، وأن الجيش لن يتدخل فيها إلا للمؤزارة». لكنّ مشاركين فلسطينيين طرحوا أسئلة عن حدود هذه المهمات. أشار ممثل حركة حماس في الشمال جمال شهابي، بوصفه أمين سر قوى التحالف الفلسطيني، إلى أن اللقاء «ركّز على السماح للبنانيين من جهة وللقوى الأمنية من جهة ثانية، بالدخول إلى المخيم، وقد تأجل بتّ الأمر بانتظار القرار النهائي لقيادة الجيش».
مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـــــ القيادة العامة في الشمال أبو عدنان عودة، أوضح أن السماح بدخول اللبنانيين إلى المخيم بلا تصاريح «سيبدأ العمل به في غضون الأيام القليلة المقبلة»، مشيراً إلى أن قوى الأمن الداخلي طلبت من الحسن «شفوياً» الدخول إلى المخيم أمس «لمباشرة مهماتها، لكنه استمهل إلى حين تسلمه طلباً رسمياً بذلك، وبعد وضع صيغة نهائية للتنسيق بين الطرفين وفق آلية تجري بلورتها مركزياً في بيروت، قبل المباشرة بتنفيذها بالتعاون مع قوى الأمن والفصائل وأهالي المخيم».
أشار متابعون للملف إلى أن عناصر من قوى الأمن الداخلي بدأوا منذ أيام بدخول المخيم عبر آلياتهم ودراجاتهم النارية، لكنهم لم يمارسوا مهماتهم بعد بانتظار انتهاء الترتيبات الخاصة بينهم وبين الجيش، لكنهم وضعوا مستوعبات حديدية قرب مساكن الإيواء المؤقت في الجزء الجديد من المخيم، وقد اتخذت ترتيبات لاعتمادها مقراً لعملهم داخل المخيم.