عذراً أيّها المايسترو
ردّاً على حلقة برنامج المايسترو بتاريخ 4-9-2009، التي استضافت أسامة منصور الرحباني:
أوّلاً: تكلم أسامة عن “نفسية البيت” حين سأله المحاور عن البيان الذي أصدرته ريما عاصي الرحباني، معترضةً على نصّ قرار وزارة التربية، الذي أغفل اسم عاصي الرحباني، ونصّ على “إدخال فنّ وأدب منصور الرحباني والعائلة الرحبانية الفنية في المناهج التربوية”.
كانت ريما مقنعة في تصريحها. فهما أخوان اختارا أن “يذوب أحدهما في الآخر”...
وجدنا في “نفسية” ريما عاصي الرحباني تماشياً مع الجرأة التي تميّزت بها كلمة غدي الرحباني في تهجّمه على الدولة أثناء تأبين والده الراحل. توقّعنا من أولاد الراحل منصور رداً “مؤازراً” لابنة “النصف الآخر”، لا بل استغربنا استنكارهم للاحتجاج الذي أبدته ريما الرحباني، وأكثر ما استغربناه دفاعهم عن “حسن نية” المعنيّين بإصدار القرار وتسمية ما حصل بأنه التباس.
في لقاء أسامة الرحباني مع نيشان، أكد الأول استغرابه لذاك البيان الذي لو لم يصدر، لما كان مقدّراً لذاك “الخطأ” أن يصحّح، الخطأ الذي “ما انتبهنا إليه”...
نشكر أسامة على اعترافه بأنه كان هنالك خطأ، إلا أننا لم نفهم قصده بذكر “نفسية البيت”. عن أي نفسية يتحدث؟ نفسية الابنة التي خرجت عن صمتها مندّدة بمحاولة تغييب اسم أبيها؟ وأي بيت؟ أليس هذا البيت هو بيت “النصف الآخر”؟
ثانياً: في ما يتعلّق بفيلم “كانت حكاية”.
ردّاً على سؤال المحاور “حضرت الفيلم القصير يللي ظهرت فيه فيروز؟”، صرّح أسامة بأنه لم يحضر الفيلم كاملاً. عذراً نيشان، لكن كان يستحق ذاك الفيلم ذكر اسمه. لم يكن مجرد فيلم قصير. لقد حمل هذا الفيلم اسم “كانت حكاية”، وكان تحية إلى عاصي الرحباني، وفيه تحدثت فيروز عن عاصي الرحباني، هي التي كثيراً ما اتُّهمت بالغموض والعزلة. تحدثت وصدقت، ولم تبخل علينا لا بسبق إعلامي، ولا حتى إنساني.
نعم، غاب منصور في الفيلم لأنّه لم يكن “تأريخاً” كما أرادوا له أن يكون. لم يدّعِ أحد أنه كان توثيقاً لمرحلة معيّنة. كانت تحية من ابنة إلى أبيها. أفلا يحقّ لابنة أن تخصّ والدها بتحيّة في ذكرى رحيله؟
ختاماً: هناك من يقول «صنع الأخوان فيروز»، وهنالك من يقول «فيروز صنعت الأخوين»، وهناك من يقول «عاصي كان الحجر الأساس في الأخوين»، وهناك من يقول إن في هذا الكلام ظلماً لمنصور.
لن ندخل في سجال تسجيل أهداف. هي كلها آراء مطروحة، إلّا أن الحقيقة الوحيدة التي تسقط أمامها جميع الفرضيات هي أنه لو لم يجتمع عاصي وفيروز، لما كان مقدّراً لذاك الفن أن يكون.
بانة بهاء