نهر البارد ــ عبد الكافي الصمد لم تتوقّف أعمال رفع وتوثيق آثار مدينة أرتوزيا الرومانية المكتشفة تحت أنقاض مخيم نهر البارد بإشراف مديرية الآثار، والمنتظر لها أن تنتهي أواخر تشرين الأول الجاري، في وقت لا يزال فيه الانتظار سيّد الموقف لمعرفة مصير الاعتراض، الذي تقدّم به العماد ميشال عون لدى مجلس شورى الدولة، احتجاجاً على قرار الحكومة في 30 نيسان الماضي، الموافقة على طمر تلك الآثار.
في غضون ذلك، وفيما لا تزال تصاميم الأبنية السكنية والمحالّ التجارية، التي ستشيّد في الجزء القديم من المخيم، محور نقاش بين الأونروا والأهالي قبل إنجازها نهائياً، أشارت مصادر في الأونروا لـ“الأخبار” إلى أنها قدّمت إلى الحكومة “المخطّط التوجيهي لمجمّعها

بيان الأونروا تفاءل بأن يكون قرار مجلس الشورى إيجابياً
المستقبلي في المخيم، إلى جانب تصميم مدرستين ستُبنيان ضمن المجمّع في 3 عقارات حُدّدت في البرايم A، بعد إزالة القنابل غير المنفجرة منها، والموجودة فوق الأرض من جانب فرع الهندسة في الجيش اللبناني، ما سيتيح البدء بالمرحلة الثانية من العمل، التي تشمل مسح المنطقة لمعرفة ما إذا كان هناك قنابل غير منفجرة موجودة تحت الأرض، أو آثار مدفونة تحتها”.
في موازاة ذلك أعربت الأونروا في بيان لها عن تفاؤلها بأن يكون قرار مجلس الشورى “إيجابياً”، موضحة أن طمر الآثار وبناء أساسات الرزمة الأولى “سوف يبدآن قريباً” وأنه “حتى لو كان هناك قرار سلبي، فإنه ليس ضد إعادة الإعمار، لأن القضية تتعلق بمدى شرعية طمر الآثار كوسيلة للحفاظ عليها، وبالتالي، فإن القرار المضاد سيكون قراراً ضد طمر الآثار”، متوقّعة أنه “إذا كان هذا هو قرار المجلس، فستظهر حاجة إلى البحث عن حل آخر، انطلاقاً من تأكيد المدير العام للوكالة في لبنان سلفاتوري لومباردو أن “نزوح اللاجئين من مخيم نهر البارد غير إنساني، ولا يمكن أن يستمر إلى أجل غير مسمّى”.
وإذا كانت الاستعدادات للبدء بأعمال الترميم وإعادة تأهيل مناطق البرايمات تسير بلا عوائق كبيرة، فإن رفع الأنقاض وإزالة الألغام من منطقة المهجرين في البرايم E، أكبر البرايمات الأربعة

ترفض عائلات ترك منازلها لفترة رفع الأنقاض وإزالة الألغام
الموجودة في المخيم، واجهتها اعتراضات بعض العائلات التي عادت أخيراً لترميم منازلها في المنطقة الملاصقة لمنطقة المهجرين، وهي ترفض ترك منازلها لفترة زمنية أثناء عملية رفع الأنقاض وإزالة الألغام، التي من المقرر أن تبدأ قريباً في المنطقة المذكورة، برغم إبلاغ الأونروا أن الخطر سيكون بالغاً على المقيمين في محيط المنطقة بسبب القنابل غير المنفجرة الموجودة تحت الأرض.
وكان المجلس النرويجي للاجئين ومنظمة الهانديكاب إنترناشيونال، قد أبلغا الأونروا أنهما لن يستطيعا البدء بالعمل حتى يتمكّنا من تأمين منطقة عازلة في محيط البقعة التي سيباشران فيها عملهما، لضمان ألّا يتعرّض أحد في محيط منطقة المهجرين لخطر القنابل غير المنفجرة الموجودة تحت الأنقاض، وهو أمر فرض نقاشاً وتبادل اقتراحات بين هذه الأطراف بخصوص هذه القضية لا يزال مستمراً.


ترميم المتضرر جزئياً

يُنتظر أن تبدأ قريباً أعمال الترميم وإعادة التأهيل في 150 مبنى متضرراً جزئياً في البرايمات الفاصلة بين الجزءين القديم والجديد من المخيم، بعدما تسلّمت الحكومة اللبنانية مبلغ 5 ملايين ونصف مليون يورو، قدّمته مؤسسة إيطالية مانحة لهذا الغرض، مع الإشارة إلى أن المباني المدمّرة تدميراً كبيراً أو كاملاً في البرايمات لن تستفيد من هذه المساعدات.
ولهذا الغرض، كلّفت الحكومة الصندوق المركزي للمهجرين إدارة الأموال، والإشراف على الأعمال في البرايمات؛ فأنشأ وحدة صغيرة لإدارة المشروع، وسيفتح مكتباً له ضمن مكاتب الأونروا في الشمال، وستعمل هذه الوحدة على أن تنفّذ منظمة إيطالية غير حكومية المشروع.