بدأ موسم الدراسة أو يكاد في معظم الجامعات في لبنان. بهذه المناسبة، تنشر صفحات الشباب في «الأخبار» تباعاً مواضيع تعنى بالإضاءة على الاختصاصات والشهادات المستحدثة في مختلف الجامعات اللبنانية والأجنبية. والبداية اليوم من جامعة الروح القدس في الكسليك
جوانّا عازار
باتت اللغات الصينيّة، البرتغاليّة والفارسيّة في يد من يهوى تعلّمها بعدما أضيفت إلى اللغات الأخرى التي يدرّسها معهد اللغات التابع لكليّة الآداب في جامعة الروح القدس الكسليك.
وتدرّس اللغات الجديدة حسب عميد كليّة الآداب الدكتور طانيوس نجيم على مستويات ثلاثة أو أربعة حداً أقصى، وكلّ مستوى يعني فصلاً جامعياً ترواح مدّة الدراسة فيه بين 45 و60 ساعة، بحسب اللغة المختارة. هذا، وبدأت تقبل طلبات التسجيل في المركز، وهي مفتوحة أمام طلاب الجامعة من مختلف الاختصاصات الذين تعدّ اللغات بالنسبة إليهم أرصدة تحسب ضمن مسارهم التعليمي. كما تستقبل فصول اللغات الطلاب من خارج الجامعة الذين يحصلون على دبلوم في اللغة معترف به من الدولة اللبنانيّة بعد أن يتابعوا المستويات كلّها للغة التي يختارون دراستها. أمّا الأساتذة الذين يدرّسون اللغات فهم مختارون بالاتفاق مع سفارات الدول المعنيّة في لبنان. وفي هذا الإطار، يشرح العميد نجيم أنّ الجامعة حصلت على دعم المنظّمة الفرنكوفونيّة لتوفير اختصاص ماسترز في «اللغات الحيّة التطبيقيّة على مهن الاقتصاد» يبدأ العام المقبل بعد تخريج الدفعة الأولى من الطلاب الذين حصلوا على إجازة اللغات الحيّة فرع الأعمال والتجارة نهاية هذا العام، وفي ذلك «مواكبة للتطوّر الاقتصادي والتجاري العالميّ» كما يؤكد.
يخضع الطلاب المتابعون لأيّة لغة في المركز إلى امتحانات باستمرار وعليهم المشاركة الدائمة في الصفوف التي تتراوح بين يومين وأربعة أيّام في الأسبوع بحسب عدد الساعات التي تُعطى لهم. وهم يقدّمون دورياً المشاريع والأعمال التطبيقيّة. وبالنسبة للكلفة الماليّة فهي 120 دولاراً للرصيد، وعدد الأرصدة ثلاثة في الفصل الواحد، بالإضافة إلى 25 دولاراً كلفة التسجيل.
من ناحية أخرى، أطلقت جامعة الروح القدس ماستر دولياً للتعاون الجامعي من أجل السلام والتنمية، وهو برنامج جديد في الأبحاث والدراسات المعمقة يجري من خلال التعاون القائم بين ثلاث جامعات هي جامعة سابيانزا (Sapienza) في روما والجامعة اللبنانية وجامعة الروح القدس.
ويأتي هذا التعاون في مجال دراسات الماستر التي تنطلق في جامعة الروح القدس، استكمالاً للتعاون الذي اتُّفق عليه بين الجامعة اللبنانية وجامعة الروح القدس وجامعة سبيانزا، والذي كلّل بالتوقيع في تموز الماضي تحت رعاية السفارة الإيطالية. فيما يهدف البرنامج إلى تعزيز دور الجامعات من خلال اتفاقات شراكة مع بقية الجهات الفاعلة، ومن ضمنها المؤسسات الدولية وقوات حفظ السلام والمؤسسات غير الحكومية. ويعتمد التعاون الأكاديمي على اختيار عشرين طالباً مؤهلاً تأهيلاً عالياً من جامعة الروح القدس والجامعة اللبنانية لحضور دروس مكثفة عن السلام والتنمية في إيطاليا ولبنان. وعلى المستوى المحلي يهدف الماستر، للمرة الأولى في لبنان، إلى توفير فهم عميق لقضايا السلام والتنمية الأكثر تحدياً في منطقتنا. ويكمن تحقيق هذا الأمر من خلال تأمين أجواء محفزة للطلاب الذين اختيروا والذين بإمكانهم متابعة الدراسة ومواصلة الأبحاث في مجال تخصصهم. وبالتالي، ومن خلال اعتماد هذا البرنامج، سيُعاد تنظيم مجالات الاختصاص، حيث يحضر الطلاب لدخول ميادين العمل المتعددة الجنسيات من دون عراقيل، مزوّدين بمختلف الكفاءات المكتسبة من برنامج الماستر.


المزيد من اللغات لتلبية الانفتاح

وقد أضيفت اللغات الثلاث الجديدة إلى أخرى يدرّسها مركز اللغات في الجامعة كالألمانيّة، الإسبانيّة، الإيطاليّة، إضافة إلى الفرنسيّة والإنكليزيّة والعربيّة للأجانب، «لتلبية حاجات المجتمع، فالصين اليوم تبرز على مستوى التعامل الاقتصادي والتجاري مع لبنان، كما أنّ لبنانيّين عديدين يعيشون في البرتغال، وآخرين يهتمّون بالحضارة الفارسيّة وبتعلّم لغتها» كما يقول عميد كلية الآداب طانيوس نجيم، مضيفاً أنّ الجامعة لديها قناعة بضرورة انفتاح اللّبنانييّن على العدد الأكبر من الحضارات والثقافات، وخصوصاً أنّ للبنان علاقات صداقة مع معظم دول العالم، كما أنّ تعليم هذه اللغات هو تلبية لحاجة المجتمع اللبناني الاقتصاديّة والاجتماعيّة.