زينب صالحتنتظر فاطمة بدء العام الدراسي كي تكمل اختصاصها في الهندسة الداخلية في معهد في قانا، بعدما عملت في صالون تزيين في الصيف لتوفر على والدها ثمن لوازمها الدراسية. فابنة قرية دير عامص الجنوبية تعمل في ذلك الصالون مع زميلاتها في القرية اللواتي يفضّلن كسب مدخول في الصيف بدل تمضية الوقت كلّه في الكزدورة. أيام الصيف لا تذهب هدراً في القرية، إذ تنظّم البلدية دورات مجانية في اللغات الأجنبية والكمبيوتر. كما تشجع طلب العلم والنجاح عبر التحفيز، وتقيم في بداية كلّ عام دراسي حفل تكريم للناجحين من العام الفائت في الشهادات الرسمية وتعطي جوائز للمتفوقين.
يتجه الشباب في دير عامص إلى العمل في قوى الأمن طمعاً براتب شهري وضمان صحي. «أفضّل الانتساب إلى دورة للدرك على أي اختصاص جامعي كي أساعد والدي في تأمين مصروف إخوتي»، يقول محمد (20 عاماً). ويضيف «بعدين شو بدّي بالشهادة غير لأتوظف. ليه ما إتوظف من هلق». صديقه توفيق لا يوافقه «فالتحصيل العلمي يبني الشخصية ولا يجب أن تقف آمالنا على تحصيل وظيفة». يضيف: «أريد أن أتعلم كي يزيد عدد الأساتذة في قريتي». فعدد الشباب المتعلمين في القرية بازدياد مستمر، يلجأ الكثير منهم إلى العمل في التدريس «لأنه يزيد من فرص اكتساب مهارات وتبوّء مناصب تربوية تسهم في بناء جيل متعلم» كما يقول الأستاذ حسن الذي أصبح بمتابعاته المتواصلة للدورات منسّقاً للغة الأجنبية في أكثر من مدرسة خاصة ورسمية.