طرابلس ــ عبد الكافي الصمد مع بداية كل عام دراسي، ونتيجة الازدحام الخانق الذي تشهده مداخل مدينة طرابلس بسبب زحمة سيارات الأهالي وباصات طلاب المدارس والجامعات، الوافدين إليها أو الخارجين منها، إضافةً بالطبع إلى زحمة الوافدين يومياً إلى عاصمة الشمال ممّن لهم حاجة أو وظيفة، تتحول الطرقات الفرعية الداخلية منها أو التي تقع على تخومها، إلى “ملاذ” يلجأ إليه كل من يهرب من الوقوع أسير الازدحام الذي يحوّل شوارع عاصمة الشمال ومداخلها إلى ما يشبه الـ“كاراجات”. الأسبوع الأخير من شهر أيلول شهد عيّنة من عودة هذا المشهد إلى سابق عهده، إذ حالما فتحت بعض المدارس الخاصة في طرابلس أبوابها، شهدت ساعات الصباح الأولى، وساعات ما بعد الظهر، “عجقة” سير جعلت أرتال السيارات تمتد كيلومترات عدة، ما دفع من خبروا هذه العجقة وعانوا مشقّاتها، إلى الاستعانة بطرقات فرعية تسهّل خروجهم من المأزق. من بين هذه الطرقات واحدة تعرف بـ“طريق الشوك”، وهي تربط بين محلّة أبي سمراء في طرابلس، وبلدة مجدليا في قضاء زغرتا، التي باتت تمثّل في السنوات الأخيرة معبراً رديفاً ومهمّاً للطريقين الرئيسيّتين اللتين تربطان طرابلس بكل من زغرتا والضنية، “هرباً من ازدحام حركة السير

ضاقت الطريق أكثر بعد بناء منازل ودكاكين على أطرافها
من جهة، ولاختصارها وقتاً طويلاً قد نضطر إلى قضائه على طرقات رئيسية أو فرعية بديلة من جهة أخرى”، على حد قول محمد درباس، سائق التاكسي الذي يعبر الطريق يومياً تقريباً من طرابلس باتجاه الضنية وبالعكس، لنقل طلاب إلى مدارسهم في أبي سمراء. المنطقة التي تمر بها طريق الشوك سمّيت كذلك “بسبب وعورتها وضيقها، ووقوعها عند أطراف طرابلس الشرقية، ما جعلها لسنوات قبل الحرب مكاناً يتعلّم فيه المبتدئون قيادة السيارة”، حسب محمد هرموش، أحد الذين يقيمون في المكان.
في سنوات لاحقة، وبسبب نزوح عائلات بأكملها من مختلف مناطق الضنية إلى طرابلس، عمل هؤلاء على بناء بيوت في مجمعات عشوائية لهم في المنطقة، شبيهة ببيوت أحزمة البؤس التي تنشأ عادة في ضواحي المدن الكبيرة، لذا أصبح العبور على تلك الطريق الضرورية نوعاً من معاناة يومية حقيقية، فضاقت أكثر، بعدما بُنيت منازل ودكاكين وبعض “التخشيبات” الصغيرة على أطرافها، قبل أن تصبح في الأشهر الأخيرة طريقاً رئيسياً يسلكه سائقو الشاحنات الكبيرة المخصصة للنقل، ما سبّب حصول ازدحام خانق “كنا نهرب منه فلحقنا إلى هنا”، كما يقول ماجد الصمد، الذي يعمل مندوب مبيعات.
ويوضح الصمد أن الطريق التي “يسلكها كل يوم ألوف الموظفين والطلاب والمواطنين، باتت ممتلئة بالحفر والمطبّات، وهي تحتاج إلى لفتة من المعنيّين في وزارة الأشغال أو البلديات لتزفيتها وصيانتها، أو على الأقل لترقيعها”.