يهوى محمد ن. رياضة كرة القدم ومشاهدة مبارياتها. الأسبوع الماضي، خرج من منزله في منطقة الطيّونة، متّجهاً كعادته إلى الملعب البلدي ـــــ الطريق الجديدة، لمتابعة إحدى المباريات. هناك، على مدخل الملعب، استوقفه شبان وطلبوا منه إعطاءهم بطاقة هويته. استغرب محمد هذا الطلب، إذ إنهم ليسوا من القوى الأمنية، كما أنهم لا يحملون صفة رسمية تخوّلهم التقدم بهذا الطلب. “من أنتم. لماذا تريدون هويتي، وماذا تريدون مني؟” سأل الشاب العشريني. جاءه الجواب خشناً. انهال عليه الشبان بالضرب، وفي تلك الأثناء وصل عدد آخر من الشبان. ظنّ أن الوافدين الجدد يريدون رد المعتدين عنه، لكنهم أوسعوه ضرباً بالأيدي والعصيّ على رأسه. لم يتحمّل “كمية الضرب”، ففقد وعيه. استفاق بعد ساعات من الحادث، ليجد نفسه ممدّداً على سرير داخل مستشفى الساحل ـــــ طريق المطار. في المستشفى، عاينه الطبيب الشرعي، وأعطاه تقريراً طبياً ينصّ على الخلود إلى الراحة لـ 3 أسابيع، بسبب تعرّضه لجروح بالغة في الرأس والظهر والخاصرة والكتفين، إضافةً إلى شُعر في اليد.
ادّعى محمد أمام القوى الأمنية، على مجهولين اعتدوا عليه بالضرب المبرّح إلى حد “محاولة القتل”. تمكنت القوى الأمنية من توقيف بعض المعتدين، فجاءت بهم إلى المستشفى للاعتذار من المعتدى عليه. أسقط الدعوى، بعدما جاء ذوو المعتدين أيضاً إلى المستشفى، واعتذروا منه ومن ذويه، وبعدما دفعوا له مبلغ 1000 دولار أميركي “بدل عطل وضرر”، إضافةً إلى أنّهم دفعوا كل تكاليف العلاج. لم يعرف محمد سبب الاعتداء، علماً أن ذوي المعتدين أخبروه بأن في الأمر “سوء تفاهم” لا أكثر، وذلك في محاولة منهم لإسقاط دعواه القضائية وإطلاق سراح أبنائهم.
تجدر الإشارة إلى أن الفترة الأخيرة كانت حافلة بالعديد من الإشكالات والحوادث الأمنية، منها الإشكال الذي وقع في منطقة الشياح ـــــ عين الرمانة، والذي أدّى إلى مقتل وجرح عدد من الشبان، إضافةً إلى حوادث إطلاق قذائف الانيرغا على منطقة جبل محسن في طرابلس.