النبطية ــ كامل جابركان من المفترض أن يتلقّى جيران الحديقة العامة القائمة على العقار 4158، قرب المدرسة المهنية الفنية العالية في مدينة النبطية، خبر مقاضاة البلدية للمواطن جعفر نصّور الذي ردم نصفها وحوّلها مرأباً. لكنّ المفاجأة كانت أن البلدية تغاضت عن المخالفة وأكملت... ردم الحديقة. خطوة البلدية هذه دفعت الجيران إلى تجديد التحرك الذي كانوا قد بدأوه مع خطوة نصّور، إذ «حاولوا في حينها التقدم بشكوى لدى محافظة النبطية بعد سماح البلدية للمواطن جعفر نصور من بلدة جبشيت بردم جزء منها». ويوضح أحد جيران الحديقة، المهندس حسان صفا، «أنه قيل للأهالي في حينها إن البلدية أوقفت المعتدي وحررت بحقه محضر ضبط، فعدلوا عن الشكوى التي كانوا قد وفّروا لها الصور والخرائط»، مؤكّداً «أنهم سيعاودون رفعها إلى محافظ النبطية والجهات المعنية». وطالب صفا، باسم أبناء الحي والجيران، «من بلدية النبطية أن توضح لنا ما جرى، ولماذا يسمح لأيّ كان بالعبث في الأملاك العامة والحدائق أو العقارات أو الفضلات الناتجة من الإفراز أو التخطيط، والتي من حق البلديات استخدامها حدائق ومساحات خضراء؟». وانتقد صفا تصرّف البلدية «التي يجب عليها حماية المساحات الخضراء وقمع التعديات. ولكن حتى هذه الزاوية الصغيرة ضاعت وبُدّدت من دون أن تحرّك البلدية ساكناً». وقد حاولت «الأخبار» أن تقف على رأي البلدية في ما يتعلق بهذا الموضوع، غير أن أحد الموظفين أشار إلى أن هذا الأمر من اختصاص رئيس البلدية الدكتور مصطفى بدر الدين، «وسنطلعكم على التفاصيل بعد أخذ رأي رئيس البلدية». وحاولت «الأخبار» الاتصال ببعض أعضاء المجلس البلدي، إلا أنه لم يُجب أحد منهم. يُذكر أن بلدية النبطية العائدة لعام 1996 قد أقامت هذه الحديقة على العقار 4158، بموجب المرسوم الرقم 8329، الذي قضى باستملاك هذه الزاوية. وبعدها قامت البلدية المنتخبة عام 1998 بتشجيرها وزرعها بالورود. وكانت هذه الحديقة، قبل الموافقة على إقامتها، كناية عن حقل قليل العرض ينتهي بزاوية حادة، ويقع بين طريق رئيسية تصل مدينة النبطية بمناطق زبدين وحاروف وجبشيت وبعض القرى الممتدة نحو الساحل غرباً، وطريق مستحدثة تتصل بتقاطع حي السرايا، ما يمنع البناء في هذا الحقل كي لا يحجب الرؤية.