رغم بداية العام الجامعي الجديد رسمياً، لا يزال بعض طلاب الجامعة اللبنانية ينتظرون نتيجة الدورة الثانية من الامتحانات التي انتهت أخيراً
أحمد شريف
تُعتبر الدورة الثانية الكأس السنوية التي يتجرّعها طلاب الجامعة اللبنانية في كل الفروع، فوفق نظام التدريس في معظم الكليات، ما عدا الهندسة والصحة، يُسمح للطلاب الراسبين بالمواد الدراسية على امتداد العام الدراسي بإعادة إجراء الامتحان، ما يمثّل الفارق بين الترفع والرسوب لدى بعضهم. مع استحداث نظام الـLMD الأساسي كان الاتفاق على إلغاء الدورة الثانية، لكنّ الكليات أقرت دورات ثانية استثنائية مراراً بعد التزامها بتطبيق LMD وصولاً إلى إدراج بند الدورة الثانية على مشروع القانون النهائي.
لكن ما يزعج الطلاب أكثر هو وقوع امتحانات الدورة الثانية عقب العطلة الصيفية مباشرة وطول فترتها، ما يؤدي إلى تأخر بداية الدراسة للعام الدراسي الجديد إلى تشرين الثاني أو كانون الأول لطلاب كليّتي الآداب والحقوق، أي تزامناً مع امتحانات الفصل الأول في الجامعات الخاصة.
لماذا لا يُعتمد فصل دراسي صيفي بدل الدورة الثانية؟
هذا الواقع يعني أنّ طلاب الجامعات الخاصة يتخرجون وربما يبدأون بالعمل قبل أقرانهم في الجامعة اللبنانية. يقول نيكولا عبدو إنّ عدداً من زملائه في الدراسة الثانوية تخرجوا من جامعاتهم الخاصة، حتى أنّ أحدهم تخرّج في سنتين بعد أخذه عدداً مكثّفاً من الوحدات الدراسية credits. يعزو عبدو الذي يُجري امتحانات الدورة الثانية في كلية إدارة الأعمال في طرابلس السبب، إلى نظام الجامعة اللبنانية، إذ إنّ عدد المقررات المسموح بدراستها في الفصل الدراسي محدد مسبقاً، وبالتالي لا إمكانية للحصول على الشهادة الجامعية مبكراً. ويضيف أنّ الأساتذة في الجامعة اللبنانية لا يتساهلون مطلقاً في الامتحانات ويرفضون أيّ زيادة على العلامات، مع العلم بأنّ معظمهم لا يتّبعون هذا السلوك في الجامعات الخاصة التي يعلّمون فيها. هكذا يضطر بعض الطلاب لإعادة سنة بأكملها نتيجة رفض الأستاذ منحه نصف علامة إضافية.
إضافة إلى الفارق في عدد المقررات في الفصل الواحد، يستمر التعليم في الجامعات الخاصة على مدار السنة وفق ما يُعرف بالفصل الدراسي الصيفي الإضافي (Summer course). هذا الواقع يدفع نزار سليمان للمطالبة بالمساواة بالأنظمة الدراسية بين طلاب الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة، على الأقل من ناحية اعتماد الفصل الدراسي الصيفي بدل الدورة الثانية، الأمر الذي يسمح برأيه بتقليص مدة الدراسة. يعتبر سليمان أنّ الجامعات الخاصة تقدّم تسهيلات دراسية لطلابها، إذ بالإضافة إلى المناهج الأقل حجماً، تقوم إدارة الجامعات بزيادات دورية على معدّلات العلامات لطلابها.
يُخالف وائل مكاري رأي نزار، فيرى أنّ الدورة الثانية هي ضرورة لطلاب الجامعة، وخصوصاً أنّه من المعروف أنّ الدراسة في الجامعة اللبنانية هي أصعب من تلك في الجامعات الخاصة. ويضيف أنّ الجامعة اللبنانية مشهود لها بأنّها لا تخرّج سوى الطلاب الأكفّاء، وأهم دليل على ذلك أنّه لدى معادلة العلامات بين الجامعات الخاصة والجامعة اللبنانية يُعتبر الطالب ناجحاً في المواد التي رسب بها في الجامعة اللبنانية إذا كانت العلامة فوق 40/100. لدى سؤاله عن أصدقائه الذين يتعلمون في جامعات خاصة يُجيب مكاري بأنّ معظمهم تخرّج، ويضيف أنّه لا يذكر عدد المرات التي ذهب فيها إلى المطار ليودّع أصدقاء له، لم يُنهوا دراستهم وحسب بل وجدوا وظائف في الخارج وسافروا.