في إطار جولاته على الجامعات لتعريف الطلّاب بمؤسسة الجيش، نظّم فوج المجوقل عرضاً عسكرياً، برياً وجوياً، أمام طلاب LIU في البقاع، إضافةً إلى محاضرة عن معركته في مخيم نهر البارد
البقاع ـ عفيف دياب
على وقع أغنية فيروز «بيي راح مع العسكر»، انتشر أكثر من 3 آلاف طالب وطالبة في فرع الجامعة اللبنانية ـــــ الدولية في البقاع الغربي بين الجنود والضبّاط في باحات الجامعة وساحاتها التي تحوّلت إلى شبه ثكنة عسكرية. فالمجال الرحب للجامعة أعطى فوج المجوقل فرصة مميّزة لعرض قوته أمام الطلاب وعدسات كاميراتهم الفوتوغرافية، وكاميرات هواتفهم المحمولة، يوم أمس، خلال عرض حيّ كان بمثابة «فرصة لا يمكن أن تتكرر»، وفق قول الطالبة منى جمال.
وقد كان استقبال الطلاب للجيش اللبناني لافتاً ومميزاً، كأنه استقبال شعبي أقيم لفوج عاد للتوّ من معركة انتصر فيها على الأعداء. هذا الاستقبال الشعبي لم يغب عن حديث قائد الفوج العقيد جورج نادر، الذي قدّم شرحاً مسهباً إلى الطلاب عن موقعة نهر البارد، التي انتهت باستقبال شعبي كبير للجيش على طول الطريق الساحلية من طرابلس إلى بيروت. فمعركة البارد لم تكن معركة عادية في تاريخ الجيش، الذي أبرز فوجه المجوقل خلال لقائه مع الطلاب شعار «نعشق الحرب لكننا لا نكره السلام»، بل كانت مفصلية في تاريخه العسكري، كما أكد نادر خلال محاضرته للطلاب، التي قارن فيها بين معركة الجيش في مخيم نهر البارد، ومعركة الجيش الأميركي في الفلّوجة العراقية، حيث انتصر الجيش اللبناني بينما هزم الجيش الأميركي. وجاء حديث نادر في سياق زرع الحماسة في نفوس الطلاب، وشدّ عصبهم حول الجيش الذي خاض أشرس معاركه بإمكانات عسكرية جد محدودة وحتى بدائية وانتصر فيها رغم ذلك. هذه المقارنة التي توقّف عند معانيها جمعٌ من الطلاب، استدعت كلاماً للطالبة فاطمة ديراني، التي رأت أن مهمة الجيش اللبناني هي «الدفاع عن الوطن، والعدو الأول لنا هو إسرائيل، وعتبنا كبير على الأجهزة الأمنية اللبنانية التي تركت مجموعات إرهابية تكبر. أليس حراماً أن نخسر شبابنا في الداخل لا في معركة ضد العدو الإسرائيلي». هذه المداخلة سبقتها أيضاً جملة من الأسئلة وجّهها الطلاب إلى قائد فوج المجوقل: «كيف هرب قائد تنظيم فتح الإسلام شاكر العبسي، وهل قُدمت إليه مساعدة للهرب؟ وهل تسليح الجيش اللبناني خيار وطني لبناني أم بحاجة إلى قرار دولي وإقليمي؟». عن هذه الأسئلة أجاب نادر بأن «الحديث عن تهريب شاكر العبسي هو بمثابة إهانة للجيش، ونحن لا نريد الدخول في تلاسن مع السياسيين الذين يتهمون الجيش بتهريب العبسي». وعن موضوع تسليح الجيش قال: «لا علاقة لنا بالخيارات. على دولتي أن تسلّحني. هناك عدو إسرائيلي على حدود وطني، وإرهاب في الداخل.

لم أكن أعرف الكثير عن جيشنا واليوم استطعت أن أكوّن فكرة أوسع عنه
ولا يحق لي أن أقول أين القرار في تسليحي. الحقّ على دولتي». تسليح الجيش بأحدث المعدّات العسكرية كان محور نقاش بين الطلاب بعد العرض العسكريّ، الذي استمر أكثر من ساعتين تخلّلته عمليات إنزال جوي من مروحية، إضافةً إلى تقديم عروض مختلفة، وصولاً إلى «أكل رأس الأفعى». وتقول الطالبة فيفيان هبش “إن العرض العسكري كان جميلاً وممتازاً، لكنّ جيشنا بحاجة إلى الكثير، وعلى الدولة أن تسلّحه». فيما تعلّق الطالبة ولاء ميتا بالقول: «لا يمكن أن يخوض جيشنا المعارك بأسلحة بدائية، علينا جميعنا أن نقدم المساعدة إلى هذا الجيش البطل». ووصفت الطالبة ميرفت طعمة العرض العسكري بأنه «مهمّ جداً»، منوّهة بـ «مبادرة الجيش اللبناني بزيارة الجامعات وتعريفنا على هذه المؤسسة الوطنية، فهذا أمر وطني ومهم جداً لنا. لم أكن أعرف الكثير عن جيشنا، واليوم استطعت أن أُكوّن فكرة واسعة عن الجيش الذي لا نراه إلا على الطرقات، مقيماً الحواجز، وطالباً الاطّلاع على هوياتنا وأوراقنا». تضيف: «أشعر اليوم بأن جيشنا يستطيع أن يحمينا، وعلينا أن نحميه». فيما يرى الطالب أحمد حسن محمد أن «لقاءنا مع الجيش كان ضرورياً، ولكن عتبي عليه أنه كان يستطيع تجنّب معركة نهر البارد، وترك الأمر للسياسيين لمعالجته بدل تدمير المخيم من أجل القضاء على الإرهابيّين». بينما يشير الطالب محمد ميس إلى أن «إبراز دور الجيش في معركة نهر البارد كان ضرورياً لنا. فنحن اليوم أخذنا صورة حقيقية عن دور جيشنا في محاربة الإرهاب، واكتشفنا أنه أقوى من الجيش الأميركي الذي انهزم في معركة الفلوجة، أما جيشنا فانتصر رغم أنه فقير في آلياته العسكرية والقتالية مقارنةً بالجيش الأميركي».
وكان لقاء الجيش اللبناني مع طلاب الجامعة اللبنانية ـــــ الدولية في البقاع الغربي قد استُهلّ بكلمة الجامعة ألقتها خلود الخطيب، من الجسم التعليمي، وجاء فيها: “كلّنا نعي كم عانى لبنان من أزمات سياسية وعسكرية متلاحقة بفعل استمرار العدو الإسرائيلي في تهديد استقرار لبنان وأمنه، بدءاً من حرب تموز حتى معركة نهر البارد والإرهاب المتخفّي تحت ستار الدين إلى شبكات التجسّس والعمالة التي نشطت بطريقة لافتة». أضافت: «نحن في الجامعة نعي خطورة التحديات التي نمر بها في وطن يقوم على توازن دقيق بين طوائفه وفئاته، ولكن بالرغم من هذه التحديات، وبعيداً من الطائفية والمحاصصة يقف شبابنا وطلابنا ليؤكّدوا أن لبنان سيبقى رمزاً للإنسانية، ووطنا للحريات وحقوق الإنسان».


مؤسسة جامعة يُحتذى بها

يؤكد مدير العلاقات العامة في الجامعة حسن مراد أن «تعريف الطلاب على الجيش عن قرب مهمة كبيرة. وقد وجدنا في عرض فوج المجوقل أمام الطلاب فرصة لتعريفهم بمؤسسة وطنية جامعة، هدفها حماية لبنان لا تقسيمه أو شرذمته شعوباً أو مجموعات». يتابع أن عرض التدريبات التي يجريها الجيش أمام الطلاب «لا تهدف إلا إلى إبراز دور الجيش اللبناني في حماية السلم الأهلي ومواجهة العدوان الإسرائيلي».