البقاع ــ رامح حمية “مصيبة إذا بقيت طرقاتنا مليئة بالحفر... ومصيبة إذا تزفتّت، مش معقولة، ما في يوم بيمرق من دون حادث سير!”. بهذه العبارة يختصر علي زعيتر واقع طريق غرب بعلبك، الذي تحوّل بعد انتهاء المرحلة الأولى من تأهيله إلى “مصدر خطر وإزعاج”، تمارَس عليه جميع أنواع الاستعراضات، بدءاً بـ“التشفيط والتخميس”، مروراً بالدرّاجات النارية التي باتت المصدر الأول للإزعاج، وصولاً إلى تسابق الفانات إلى الركاب.
يمتدّ الطريق من المشتل الزراعي عند نهاية بلدة السعيدة، ليمرّ في بلدات كفردان ـــــ حدث بعلبك ـــــ النبي رشادة ـــــ طاريّا ـــــ شمسطار، وصولاً حتى بيت شاما، وقد باشرت وزارة الأشغال العامة، والهيئة الإيرانية تأهيله منذ قرابة شهرين، ليتحوّل بمجرد وضع الطبقة الأولى من الزفت إلى مصدر خطر على السلامة العامة، بعدما لفت ازدياد عدد حوادث السير عليه. ففي غضون أقل من شهر ونصف شهر وقع حوالى 17 حادثاً، الأمر الذي دفع الأهالي وأصحاب المحالّ التجارية إلى طلب تركيب مطبّات بلاستيكية على الطريق بغية توفير السلامة لأبنائهم وزبائنهم. حمزة شداد، صاحب محل تجاري في التليلة أكد أن الطريق، بعد تعبيده، أصبح “مصدراً للإزعاج وخطراً جداً”، وبات يترتّب عليه مساعدة بعض زبائنه حتى يتمكّنوا من العبور، مشيراً إلى أنّ جاره، صاحب متجر ألبسة، تعرّض لحادث مروّع بينما كان يهمّ بمغادرة محلّه، ولولا العناية الإلهية “لفقدناه”. بدوره علي البواري رأى أن على “المواطن أن يستثمر النعمة”، فقد جرى تأهيل الطريق بعد مطالبات عديدة، ومعاناة أبناء المنطقة الطويلة مع الحفر، “فليس من المفروض أن نحوّل ذلك إلى نقمة تجلب علينا المآسي والأحزان”.
الأهالي لم يجدوا مفرّاً من مناشدة وزير الأشغال العامة، الذي رأوا أنّه “الحريص على مصلحة المواطن”، أن يوعز إلى البلديات والمتعهدين بإقامة مطبّات بلاستيكية عند بداية التجمعات التجارية والسكنية القريبة من الطريق ونهايتها، من أجل تأمين عبورهم وسلامتهم من السيارات والدراجات النارية والفانات. رؤساء بلديات المنطقة أكّدوا أنهم يدركون مدى الخطورة التي أصبح يمثّلها الطريق، لكنّ المسألة عند وزير الأشغال العامة.