الضاحية ليست تكساس
حضرة الإخوة في جريدة الأخبار المحترمين،
عندما قرأت رسالة نُشرت في هذه الزاوية عن منطقة الليلكي، شعرت للوهلة الأولى بأني أعيش في غابة من الفلتان، وضمن جزيرة خارجة عن الدولة والقانون. والسؤال هنا: لماذا هذه الحملة الإعلامية والمركزة على الضاحية، وتحديداً المناطق التي قدمت خيرة أبنائها شهداء في سبيل عزة الوطن ورفعته وكرامته. علماً بأن التقرير الأمني الوارد يومياً في صحيفتكم يشير إلى أن الحوادث تحصل في كل المناطق اللبنانية من دون استثناء، وهي حوادث فردية. وما الحديث عن عدم وجود الدولة إلا تعمية للحقيقة الناصعة التي تتناقض مع أبسط مقومات الدقة والموضوعية. فهل اعتقال العشرات من المخالفين والمجرمين وسالبي السيارات في الضاحية وغيرها إلا دليل على عدم صحة هذه المزاعم؟ مع العلم بأننا نعيش منذ أكثر من ثلاثين عاماً في منطقة الليلكي المحرومة ضمن جو من الألفة والمحبة والتسامح التي تجمع أبناءها، وهي شبيهة بالقرية لما تنعم به من طمأنينة ومحبة وسلام. بدورنا، نسأل: لماذا لا يجري التركيز على الجانب الحضاري والإنمائي الذي تتميز به الضاحية وتزدهر فيه المؤسسات التجارية والصناعية والسياحية من ناحية إنشاء المطاعم والملاهي والنوادي، وغير ذلك من تنظيم إشارات السير وضبط المخالفات المختلفة؟ وهذه كلها دليل على وعي أهل الضاحية وتعاونهم مع المؤسسات الرسمية كافة. إننا نأسف لعدم إيلاء الاهتمام الإعلامي لبعض مناطق الضاحية المحرومة أبسط الخدمات وتعبيد الطرقات والإنارة وتطوير البنى التحتية والعيش الكريم، وتحمّلها ضريبة الدم الغالي الذي سببه العدوان الصهيوني. وما صبر أبناء الضاحية إلا نموذج يُحتذى مع الاحترام والإجلال لكل تضحيات أبناء الوطن وتماسكهم في السراء والضراء.
أخيراً، هل تعلمون أن تكساس في الولايات المتحدة الأميركية لا تستطيع الشرطة الدخول إليها أثناء الليل بسبب العصابات والمافيات الموجودة فيها؟ فهل أصبحت الضاحية مثل تكساس؟
فعلاً، إنّ ظلم ذوي القربى أشدّ إيلاماً!
إبراهيم محمود زين الدين
(المسؤول الإعلامي في اللجنة الشعبية لأبناء الليلكي)