بنت جبيل ــ داني الأمينتركت موافقة إدارة الجامعة اللبنانية ووزارة التربية والتعليم العالي على افتتاح فرع لكليّة العلوم في مدينة بنت جبيل ارتياحاً في صفوف الأهالي المقيمين في المدينة والقرى المجاورة.
"هذا أهم خبر سمعته هذا العام، فمجرد التفكير بإرسال أولادي إلى الجامعة في بيروت كان أمراً صعباً ومرهقاً من الناحية المادية"، تقول أمل صعب من بنت جبيل. وتشرح أمل كيف أنّ تسجيل أولادها في العاصمة سيكلّفها آلاف الدولارات سنوياً بسبب ارتفاع أجرة الشقق السكنية وبدلات النقل. والوضع الأقتصادي السيّء وغلاء المعيشة في بيروت كان سيحرم الطالبة سهى سعد من الانتساب إلى الجامعة، خصوصاً كليّة العلوم التي تتناسب مع ميولها وتتطلّب متابعة يومية، ما سيضطرّها لاستئجار منزل في بيروت. لكنّ افتتاح فرع للكلية في بنت جبيل، سيسمح للكثيرين بالتعلّم بأقلّ كلفة ممكنة، تقول سهى.
ويصف رئيس الحركة الثقافية في لبنان بلال شرارة القرار بالإنجاز، موضحاً أنّه جاء نتيجة مراجعات متكررة استمرّت أكثر من خمسين عاماً. ومن شأن افتتاح فرع لكليّة العلوم أن يسهم في تنمية المنطقة والتخفيف عن كاهل الأهالي والطلاّب الكثير من المشقّة والكلفة الاقتصادية. كما سيسمح هذا الفرع للكثيرين بالانتساب إلى الجامعة بعدما حرموا منها لوقت طويل للأسباب

وافقت الجامعة على فرع في بنت جبيل وفرعين في عكّار وبعلبك
الاقتصادية نفسها". ويلفت شرارة إلى أنّه سعى إلى متابعة القضية مع مسؤول المكتب التربوي المركزي في حركة أمل، الأستاذ في الجامعة الدكتور حسن زين الدين الذي أحال بدوره الملف إلى رئيس مجلس النواب نبيه برّي. وحاز الطلب موافقة رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور زهير شكر ووزارة التربية على فرع في بنت جبيل وفرعين آخرين في عكّار ومدينة بعلبك. وكانت بلدية بنت جبيل قد قدمت مبنى جاهزاً للكلية هو مبنى مدرسة عبد اللطيف سعد الرسمية. ومن المتوقعّ أن يبدأ الفرع مطلع الأسبوع المقبل باستقبال طلبات التسجيل في المبنى الكائن بالقرب من سوق المدينة القديم الذي بدأ العمل بتجهيزه. وذلك بعدما وجهت إدارة الجامعة اللبنانية واتحاد بلديات بنت جبيل دعوة الى طلاّب السنة الأولى للإقبال على الكلية. وسيضمّ الفرع هذا العام 7 اختصاصات علمية. ويقول علي قوصان أنّ "أبناء بنت جبيل المقيمين كانوا يودّعون أبناءهم من الطلاّب الذين يغادرون منازلهم للإقامة في بيروت بهدف متابعة تعليمهم هناك. أمّا باقي الشباب فيغادرون أيضاً إلى بلاد المهجر بحثاً عن العمل، ما جعل من المنطقة مكاناً كئيباً في فصل الشتاء. لكنّ مشروع الجامعة اللبنانية سيعيد الأمل إليّ ويخفّف من وحشة المنطقة في هذا الفصل".