استضافت كلية الإعلام والتوثيق (الفرع الأول) ورشةً تدريبية لطلابها، نظّمتها مؤسسة «طومسون» الإعلامية على مدى خمسة أيّام في مكتبة الكليّة
محمد محسن
شركة طومسون في الجامعة اللبنانية، وتحديداً في الفرع الأوّل من كلية الإعلام والتوثيق. الخبر يستحق المتابعة. فأقدم منظمّة لتطوير خدمات الإعلام في العالم، تحطّ في مكتبة الكلية. هكذا، وعلى مدى خمسة أيام امتدت من الاثنين الماضي إلى يوم أمس، تعرّف عدد من طلاب كلية الإعلام إلى مهارات صحافية، هي حتماً أنفع لهم من كثير من المقررات الجامعية، التي درس بعضها صحافيون أصبحوا الآن في العقد السادس من عمرهم، دون أن تخضع ولو لتجديد بسيط. خلال ورشة العمل التدريبية التي نظمّتها شركة «طومسون»، أشرف المنتج التلفزيوني المستقل بول إيديل ومدير التطوير والتدريب في الشركة دايفيد كوين، على تدريب طلاب من سنوات مختلفة، في اختصاصي الصحافة المكتوبة والصحافة المرئية والمسموعة. في اليوم الأول تعارف، وكسر لحاجز الحديث باللغة الإنكليزية، حيث أبدى المنظمون إعجابهم بمستوى اللغة الجيد الذي يتمتع به الطلاب. منذ بداية الورشة، مكّن المدربان الطلاب، من إخراج ما بداخلهم من نواة موهبة صحافية، عبر إدارة الورشة حوارياً غير تلقيني.
بعيداً عن مناهجهم غير المحدّثة تعرّفوا إلى جديد الصحافة
كان التحقيق الاستقصائي مادةً أولى في الورشة. ماذا تعرفون عنه؟ سأل دايفيد. إجابات الطلاب شبه مقنعة، إذ تمحورت حول الوثائق والمعلومات والفكرة وعناصر التحقيق الأخرى. تعرّفوا إلى ثلاثة أمور مهمة في الاستقصاء الصحافي: المخاطرة، ومصادر المعلومات، وقبل أي شيء؛ أهميّة الموضوع. وبناءً على عنصر الأهمية، حضر الطلاب في اليوم الثاني، حاملين بجعبتهم أفكاراً اعتبروها صالحة لأن تكون مادة تحقيق استقصائي مصوّر أو مكتوب. هكذا، عرض ميثم موضوع مافيات الكتب المدرسية، فيما شرح كلّ من محمد وديما موضوعي البوكر والزواج الافتراضيين، أمّا بتول فقد توقفت عند موضع اللحوم الفاسدة، بينما عرض زملاؤهم مواضيع أخرى ذات طابع سياسي واجتماعي أيضاً، في ظل تشديد المدربين، من حين لآخر، على أن المعلومة الصحيحة هي أهم العناصر في العمل الصحافي.
في اليوم الثالث، «شرّح» الطلاب مع المدربين عناصر الافلام الاستقصائية، من شخصيات ومواد أرشيفية وأصوات ومناظر طبيعية. شاهد الطلاب أفلاماً عن القوانين التي سنّتها بريطانيا لمساعدة المترجمين العراقيين المستهدفين بالتهديد والقتل في مدينة البصرة، وعن الأطفال المرميين في شوارع العاصمة السودانية. استوقفتهم أحداث كثيرة عبرت في الفيلم. جربّوا ولو سريعاً، كتابة نص يتوافق مع ثلاث صور لغبار ولاجئين رسمها المدرب دايفيد. ثلاث قواعد جديدة: لا تحتمل اللقطة أكثر من ثلاث ثوان، والمشهد ليس إلا ثلاث لقطات، وفي اللغة العربية، يجب أن تُلقى كلمتان في الثانية. في اليومين الأخيرين، تدريب على نوعية الأسئلة وطرائق الإجابة وأطباع الضيوف خلال المقابلة. لعب الطلاب دوراً يحبّونه. مذيعون أمام الكاميرا، ولو تدريباً. وفي نهاية الورشة، تسلّم الطلاب شهادةً، تؤهلهم للمشاركة في مسابقة «طومسون» السنوية للتحقيقات الاستقصائية، وتمثّل نقطة مضيئة في السيرة الذاتية لكل طالب.