عرمون ــ عامر ملاعب«أخيراً أصبح لنا مدرسة نفاخر بها، وأخيراً أصبحت «ثانوية عرمون الرسمية بالفعل ثانوية، وهي أضحت حقيقةً على أرض الواقع، ويبدأ فيها هذا العام الدراسي في مبنى لائق فعلياً مقارنةً بالمبنى السابق». على وقع هذه العبارة يستقبلك ناظر الثانوية على المدخل بابتسامة «من الوريد إلى الوريد»، على الرغم من الغبار الذي كان يكسو وجهه وثيابه.
جمع غفير منهمك بالعمل: عمال، طلاب، أساتذة، إداريون يتقدمهم مدير الثانوية، شبان بسياراتهم وشاحناتهم ينتقلون بين المبنى القديم في وسط بلدة عرمون، والمبنى الجديد الواقع على أطراف البلدة، وباندفاع، ينقلون الأثاث، ينظمون الملفات ويرتبون ما وصل منها.
بنيت المدرسة الجديدة بتمويل من البنك الدولي وتقع على اطراف بلدة عرمون
وللقصة بداية. ففي عام 1986 أصدرت وزارة التربية القرار الرقم 641 بتاريخ التاسع عشر من أيلول 1986 يقضي بإنشاء فرع لثانوية الشويفات الرسمية في بلدة عرمون نظراً لحاجة البلدة والمنطقة لها. وفي 1 أيلول 1998 صدر مرسوم تحت الرقم 12950 يعتبر «ثانوية عرمون الرسمية» ثانوية مستقلة بذاتها.
من البداية اتخذت الثانوية لها مبنىً في وسط البلدة وزحمتها الخانقة، وهو عبارة عن مبنى سكني بطابقين ولا يتمتع بأي مواصفات تناسب مبنى تعليمياً، غرف متداخلة وصغيرة، ملعب المدرسة هو عبارة عن موقف سيارات إلى جانب الشارع العام، وزد على ذلك أنه أضحى في الفترة الأخيرة مبنىً شبه متداع، ولم يجر عليه أي تحسين.
أما المبنى الجديد، الذي بني بتمويل من البنك الدولي، فيقع على أطراف بلدة عرمون على تلة مرتفعة مواجهة للبحر وسط غابة خضراء، مؤلف من ثلاث طبقات، ونظرياً فيه مواصفات عالمية تراعي كل حاجات التعليم الحديث من غرف تدريس ومختبرات على أنواعها وغرف وملاعب رياضية، صيفية وشتوية، قاعات للمحاضرات، ومراعاة وضع «ذوي الحاجات الخاصة» عبر ممرات ومداخل خاصة بهم، ومواقف تتسع لعشرات السيارات.
مدير الثانوية، نظام الحلبي، قال لـ«الأخبار» إن «هذه اللحظات هي لحظات تحقيق الحلم الذي طالما حلمنا به منذ عقود، إذ كان حلمنا الأول أن نستطيع انتزاع قرار إنشاء فرع لثانوية وبأي ثمن وأي مكان. أما اليوم وقد تحقق الحلم، مبنى بعشرات الغرف، والمواصفات ممتازة حسب ما يبدو من الوهلة الأولى، فيبقى أمامنا تحدي النهوض والاستمرار بمسيرة الثانوية كما هي عليه وتطويرها. وأيضاً إتمام ما تحتاجه من الحاجيات الأساسية مثل المختبرات والملاعب الرياضية وغيرها». ويسارع الحلبي إلى تذكير ضيوفه «بأنه رغم سوء حال المبنى القديم، فلم يقف حائلاً دون نجاح الثانوية وتميزها، ونالت تنويهات عديدة من المراجع المختصة في وزارة التربية، وأيضاً اختير مديرها من ضمن مجموعة قليلة من مدراء الثانويات اللبنانية وأُرسل في دورة دراسية تدريبية إلى كندا، واستُخلصت البرامج التي يمكن تطبيقها في المناهج اللبنانية». ويضيف «كما سجلنا نجاحاً جميلاً جداً في النشاطات اللاصفية، ونالت ثانوية عرمون الرسمية المرتبة الثالثة في لبنان عن فئة الشباب، بالنسبة لمسابقة فنية أقيمت في الجامعة الأميركية في بيروت برعاية الكونسرفتوار الوطني».