البداوي ـــ عبد الكافي الصمدأفرجت السلطات الأمنية اللبنانية أخيراً عن مسؤول منطقة الشمال العسكرية في حركة فتح المقدم فخري قاسم طراوية، بعد مضيّ أكثر من 5 أشهر على توقيفه واتهامه باغتيال كمال مدحت، المسؤول السابق عن ملف مخيم نهر البارد والمستشار السياسي لسفير دولة فلسطين في لبنان عباس زكي، والذي اغتيل في 23 آذار الماضي عند مدخل مخيم الميّة وميّة في الجنوب.
وصل طراوية أول من أمس إلى مخيم البداوي، وكان في استقباله أمين سر منطقة الشمال في حركة فتح رفعت شناعة وضباط وكوادر الحركة ومناصروها، وأُقيم احتفال في مجمّع الرئيس ياسر عرفات.
مسؤول الإعلام في الحركة مصطفى أبو حرب وجّه تحية تقدير إلى القضاء اللبناني وطالب «بضرورة كشف الجناة وإعلان أسمائهم والاقتصاص منهم».
فخري أكد أن براءته من جريمة اغتيال مدحت ورفاقه إنما هي «براءة لحركة فتح»، وأشار إلى أن «الظروف الصعبة التي مررت بها أثناء اعتقالي، ومعاناتي وحقي، أضعهم برسم الرئيس محمود عباس واللجنة المركزية لحركة فتح»، مطالباً بـ«محاسبة كل من تثبت إدانته بجريمة الاغتيال».
وكانت عائلة فخري قد نفذت في 17 تموز الماضي اعتصاماً أمام مقر اللجنة الشعبية في مخيم البداوي، بحضور شناعة، طالبت فيه بإطلاق سراحه، في خطوة فسّرت على أنها «تصعيد للصراع السياسي وخروجه إلى العلن» بين جناحي الحركة المتمثّلين بالسفير عباس زكي من جهة، وأمين سرّها في لبنان سلطان أبو العينين (الذي يعدّ شناعة مقرّباً إليه) من جهة أخرى.
وكان مسؤول في حركة فتح قد أوضح لـ«الأخبار» أن طراوية «أوقفته السلطات اللبنانية حينها بطلب من زكي، بعدما اشتبه في تورطه في اغتيال مدحت، ووجّهت إليه التهمة بأنه هو من وضع العبوة الناسفة التي أودت بمدحت، بعدما أتى بها من مخيم البرج الشمالي. لكنّ هذه التهمة التي استندت إلى شهادة من أحد الأشخاص ثبت عدم صحتها».