الوكالة الوطنية وشريط طيرفلسيه
جانب إدارة جريدة الأخبار الموقرة،
ورد في جريدتكم، العدد 948 الجمعة في 16 الجاري، في مقالة للأستاذ حسان الزين، أن «الوكالة الوكالة الوطنية للإعلام التي تبنّت الشريط الإسرائيلي وخصّصت له المكان والوقت من دون التوجه إلى الجهة الأخرى...»، يهمنا أن نوضح أن الوكالة لم تنشر أي شيء يتعلق بالشريط.
لور يوسف سليمان
(مديرة الوكالة الوطنية للإعلام)

«الأخبار»: إن الوكالة «الوطنية» لم تنشر أي شيء يتعلق بالشريط، إلا أنها سمحت لنفسها بأن تستند إلى وكالة أخرى، هي رويترز، فيما يفترض أنها هي (الوطنية) مصدر «وطني» للأنباء المحلية، ولديها شبكة «واسعة» من المراسلين في الجنوب. كذلك، سمحت لنفسها بأن تنشر، نقلاً عن رويترز، أن الانفجار أدى إلى وقوع 5 قتلى... وكان ذلك من «الجو» الذي سبق الشريط الإسرائيلي واستحضر انفجار خربة سلم... وهذا في حدّ ذاته انسياب مع الشريط الإسرائيلي.

لبنانات

تعليقاً على تغطية حادثة طيرفلسيه:
لا بد أن تتوقف مدهوشاً ومشدوهاً ومتعجباً ومستغرباً عندما تتابع شاشاتنا وهي تتعاطى مع خبر طيرفلسيه. فهل ما تمثله هذه الطريقة في تغطية الخبر هو عمل إعلامي، أم هو فعل الرأي السياسي الآخر المختلف مع المقاومة بطريقة عملها وحتى في أصل وجودها، أم هو غير هذا وذاك؟ لا يشعر أيّ عاقل في هذا البلد بأن ما يجري هو ضمن اللعبة المسمّاة سياسية زوراً. نعم إن هذا اللبنان «أكثر من وطن». إنه أوطان متناحرة متنافرة إلى العظم، ولم يعد ينقصه إلا أن نشهد إعلان الاستقلالات وإنشاء الدويلات، لكل جماعة وفئة وطائفة دويلتها. فليدلّنا أحد على أي شعب في العالم يتعاطى مع قضاياه المصيرية مثل ما يحدث عندنا. نحن شعب مستعدّ لجلد نفسه بسوط العدو، ويفضّل خبر العدو الكاذب على خبر ابن جلدته وبلده وأمته وحامي حدوده. نعم، حامي حدوده، ولو كره الكارهون.
الأسئلة المستهجنة كثيرة ومحيّرة في الحقيقة. هل يستحق هذا الوطن مقاومة مضحّية ومعطاء كمقاومتنا؟ هل يستحق كل هذه الدماء الزكية والشريفة التي لم تنجّسها حروبهم الأهلية بأنجاسها، ولم يتوقف جريانها منذ أكثر من ستين عاماً؟ مشكلة كبيرة أن تكون هذه «اللبنانات» متناحرةً إلى هذه الدرجة، ولغاية اليوم لم تجمِع حتى على أن الإسرائيلي هو العدوّ.
بلال حسن