ينطلق اليوم مؤتمر يحتفل بالذكرى الـ25 لإطلاق دائرة الخدمة الاجتماعية التي تُعنى بمساعدة الطلاب مادياً ومعنوياً في جامعة القديس يوسف في بيروت

ديما شريف
«هو قسم للاستماع والإصغاء». هكذا تلخّص مديرة دائرة الخدمة الاجتماعية في جامعة القديس يوسف في بيروت، كارمل واكيم، مهمة الدائرة، التي تحتفل بالذكرى الخامسة والعشرين لتأسيسها عبر مؤتمر يبدأ اليوم تحت عنوان «المساعدة، التعاون، التضامن، الخدمة الاجتماعية: تقويمها، رهاناتها وأبعادها». ترى واكيم أنّ الدائرة في اليسوعية مختلفة عن مثيلاتها في باقي الجامعات اللبنانية الخاصة. «نحن نتناول الطالب بكل نواحي حياته، وكنا أول من اعتنى بطلابنا وشؤونهم وليس من ناحية مادية فحسب»، تقول. الدائرة التي ساعدت عشرة آلاف طالب منذ تأسيسها تركّز على عدم الرسوب شرطاً أساسياً لتقديم هذه المساعدة. «لكن، إذا كان سبب الرسوب الوضع الاجتماعي، نساعد الطالب كي ينجح في السنة التالية».
الأهم بالنسبة إلى دائرة الخدمة الاجتماعية هو مقاربة الطالب كمواطن مع فهم واضح لمشاكله والصعوبات التي يعانيها إلى جانب قدراته وطاقاته. تعالج الدائرة المشاكل الأسرية للطالب، العلاقاتية، الصحية، إلى جانب موضوع التأقلم في الجامعة أو مشاكل المخدّرات، لكن من دون تقديم حلول جاهزة إليه بل عبر مساعدته على إيجاد حل مشترك. يعمل في الدائرة ستة عشر شخصاً، اثنان منهم فقط إداريان، فيما يتنوّع البقية بين منشّطين اجتماعيين (اثنان) ومساعدات اجتماعيات (اثنتا عشرة). يعمل هؤلاء اثنتي عشرة ساعة في اليوم، مثلهم مثل زملائهم في المناطق التي تنتشر فيها فروع الجامعة.

يسهم الطلاب بطريقة غير مباشرة في مساعدة زملائهم المحتاجين
يستفيد الطلاب من المنح التي تقدمها الدائرة إلى جانب القروض المتنوّعة، التي تراوح تغطيتها بين القسط كله أو جزء منه، ويردّها بعد انتهاء قرضه، لتمثّل، إلى جانب الهبات الخاصة، جزءاً مهمّاً من تمويل عمل الدائرة. أما القسم الأهمّ، فيأتي من خلال اقتطاع ستة في المئة من الأقساط الجامعية لتذهب إلى حساب الدائرة. هكذا، يكون كلّ طالب في الجامعة يساعد غيره ممن ضاقت بهم الحال بطريقة غير مباشرة.
أما طريقة الحصول على المساعدة، فهي سهلة، إذ يكفي التقدم بطلب إلى الدائرة للحصول على القرض بعد دراسة الملف، وتبقى هوية المستفيد من خدمات الدائرة مجهولة، إذ لا يعرفها حتى الأساتذة. وقد تصل الأمور أحياناً إلى تغطية دراسة، سكن ومعيشة الطلاب الذين لم يعودوا يستطيعون تحمّل تكاليف الدراسة. «لا يمكن أن ندع طالباً يترك الجامعة لأنّه لم يعد يملك المال»، تؤكد واكيم.
المؤتمر، الذي ينتهي غداً سيبحث مواضيع عدّة. إذ يحاضر مدير «المركز الدولي لاستشارات الدراسات، الأبحاث والتدريب» الفرنسي رمزي جدع عن مفاهيم المساعدة والتضامن. يتناول المحور الأول من المؤتمر الطالب، الذي هو سبب وجود الجامعة. وتالياً، دائرة الخدمة الاجتماعية، فيما تعرض الدائرة في المحور الثاني طريقة عملها وتخصّصها، فيما يستقبل المحور الثالث مسؤولي الخدمة الاجتماعية في الجامعات اللبنانية إلى جانب عرض لمرصد الحياة الطلابية في فرنسا. وختاماً يتناول المحور الرابع القروض الطلابية والمساعدة ومستقبل التضامن، مع محاضرة لمسؤول قسم الأديان في وزارة الخارجية الفرنسية جوزيف مايلا.