نهر البارد ـ عبد الكافي الصمدأنجزت القوى الأمنية قبل يومين، جزءاً مهمّاً من استعدادتها اللوجستية للدخول إلى مخيم نهر البارد، وأنشأت مخفراً خاصاً بها قرب بيوت الإيواء المؤقت في الجزء الجديد من المخيم، وهو عبارة عن مستودعين من الحديد (كونتوار)، رفعوا فوق أحدهما العلم اللبناني. وفي أول إجراء لهم في هذا المجال، عمل عناصر القوى الأمنية على مصادرة 4 دراجات نارية كانت تجول داخل شوارع المخيم، بسبب عدم امتلاك أصحابها أوراقاً رسمية ورخصاً قانونية خاصة بها، كما سيّروا دوريات استطلاع داخله. وتأتي هذه الخطوة بعد مضيّ نحو أسبوعين على دخول قوى الأمن الداخلي إلى مخيم نهر البارد، لممارسة مهمّاتها الفعلية على الأرض، وإنشائها مقراً لها فيه، وهي المرة الأولى التي تدخل فيها قوى الأمن الداخلي إلى مخيم للاجئين الفلسطينيين منذ نحو 40 عاماً. وقد أوضح مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عماد عودة، لـ“الأخبار” أن “مصادرة الدراجات النارية ستؤثّر سلباً في حركة أهالي المخيم وتنقّلاتهم في الجزء الجديد المترامي الأطراف، لأنها كانت بالنسبة إليهم وسيلة نقل مهمّة تساعدهم على التجوال، ونقل الأشخاص والبضائع فيه من شارع إلى آخر”. وأشار عودة إلى أن الجيش اللبناني “كان يمنع الدارجات النارية من الخروج خارج نطاق المخيم، ويسمح لها بالتجوال داخله فقط”، لافتاً إلى أن الفصائل “ستلتقي مسؤولي مخفر الدرك قريباً للتباحث معهم بشأن هذه النقطة، وللطلب منهم أخذ الوضع المعيشي والاجتماعي الصعب لأهالي المخيم بعين الاعتبار”.
في موازاة ذلك، رأى مسؤول اللجنة الشعبية في المخيم فرحان ميعاري أنه “بات على أهالي المخيم التعاطي مع جهتين أمنيّتين في المخيم، واحدة داخله، وهي قوى الأمن الداخلي، وأخرى خارجه، وهي الجيش”. وأوضح ميعاري أن الدرك “كانوا يتعاطون سابقاً مع المخيم عن طريق اللجنة الشعبية، فيسلّمونها تباعاً بلاغات مخالفات أو محاضر ضبط بحقّ أحد سكان المخيم، وكانت اللجنة تتولّى إبلاغه ذلك”، آملاً “استمرار التعاون بيننا وبينهم في هذا المجال، وأن يعدّوا اللجنة مثل أي مختار موجود في أي بلدة لبنانية، حيث لا ينفّذون فيها أيّ عملية دهم مثلاً بلا موافقة المختار، ومرافقته لهم في عملهم المكلّفين به”. وأشار ميعاري إلى أن الدرك “سيؤدّون واجباتهم هنا كما يؤدّونها في أي منطقة لبنانية، لأنهم لا يتعاطون مع الجزء الجديد من المخيم كمخيم فلسطيني، بل كأرض لبنانية تتبع إدارياً لبلدية المحمّرة في عكار”.