أنا نسويّة
تعليقاً على مقال «لستُ نسويّة» لملاك وليد خالد («الأخبار»، 22/10/2009):
أنا نسويّة لأني أريد أن أحصل على حقوقي في مجتمع ذكوري بحت. أنا نسوية لأني أريد أن أتقاضى الراتب نفسه للرجل الذي يملك وظيفتي نفسها ويتقاضى أكثر لمجرد أنه رجل، وهو يريد أن يكوّن عائلة. أنا نسوية لأني بالإضافة إلى تربيتي لأولادي وإنشائهم على مبادئ الشرف، من واجباتي أن أعمل لكي أساند الرجل، فيما لا أستطيع أن أطلب منه أن يشاركني مهماتي البيتية، لكني مجبرة على أن أشاركه مهماته المهنية. أنا نسوية لأني لا أريد أن يفهم الرجال أنهم «قوامون على النساء» لمجرد أنهم لم يتمعّنوا كفاية في معاني هذه الآية العظيمة، بمجرد أنهم أخذوا نصف الآية كمن يقول «لا إله». أنا نسوية لأن ربي أعطاني حقوقي، ومجتمعنا الذكوري يأبى أن يقتنع. أنا نسوية لأن مفهوم رجل الشرق القديم يتمسك بالقول إن على المرأة أن تكون في البيت فقط. لست ضد النساء اللواتي يبقين في البيت لتربية الأطفال، لأن في التربية عملاً مقدساً وعظيماً، لكني أرفض بغضب نوع النساء الراضخات فقط لأن الرجل قوّام عليهنّ. أنا نسوية لأني أرفض مفهوم أن عقل الرجل يوازي عقلين من النسوة. كم شاهدنا رجالاً فاشلين يعتمدون على نساء ناجحات. أنا نسوية وأرفض عمليات التجميل لأني أعدّها إهانة بحق المرأة. ففي عمليات التجميل رضوخ لمجتمع ذكوري على المرأة أن تقوم فيه بالمستحيل لتربح رضى الرجل، ولو كان على حساب تغيير شكلها.
رنا فياض

حتّى لو كان انتحاراً

تعليقاً على خبر «سيدة إثيوبية معلّقة على شجرة زيتون» («الأخبار»، 21/10/2009):
إن الأخبار التي ترد بصورة شبه يومية عن حالات «انتحار» العاملات المنزليات الآسيويات والأفريقيات لهو أمر باعث على القلق، وإشارة إلى تغلغل العنصرية شعبياً ورسمياً. أتُعقل هذه النسبة العالية من الانتحارات في بلد «محب للحياة»؟ وحتى لو كانت فعلاً انتحارات، ألا يجب على الدولة البحث عن أسبابها الموجبة وتحجيمها؟ ألا نملك أي حس مسؤولية تجاه عاملات «استجرن من الرمضاء بالنار»،
إذا كان من المستحيل تماماً أن نضمن لهنّ ظروف عمل إنسانية (انطلاقاً من مبدأ أنهن عاملات ولسن عبيداً)؟ أليس أضعف الإيمان أن نوقف المجزرة المريعة المستمرة ـــــ رغم أننا «متفوقون» وأننا «شاطرون»؟
ألا يطالب اللبنانيون بحقوقهم في بلدان اغترابهم (نقول هذا مع تسليمنا طبعاً بأن «اللبناني كيف ما بتكبو بيجي واقف» ـــــ عكس هؤلاء العاملات)؟
أحمد حجازي