النبطية ـــ كامل جابرمرتين على الأقل، ولمدة نصف ساعة في كل يوم دراسي، يتحول المدخل الشمالي لمدينة النبطية، بطرقه وأرصفته، باحة واسعة تشهد تظاهرة حاشدة لطلاب «معهد الآفاق»، ما يسبب زحمة سير خانقة، فضلاً عن سد الطرق المحيطة. «نحو ألف طالب في المعهد هذا العام، تقع قاعاتهم الدراسية في مبنى تجاري، لا موقف للسيارات فيه أو حوله، لذلك، من الطبيعي أن تحوّل سيارات الطلاب والفانات التي تقلهم، فضلاً عن سيارات الهيئة الإدارية والتعليمية، الطرق حول المعهد إلى فوضى عارمة، ليس فقط خلال دخول الطلاب إلى المعهد أو انصرافهم منه، بل طوال ساعات الدراسة» بحسب محمد قانصو، الذي يدير مكتب للمحاماة في المبنى ذاته حيث يقع المعهد.
وكان معظم المستأجرين في المبنى قد تقدموا، من مكاتب ومحال تجارية، بعريضة إلى بلدية النبطية، يشكون فيها الفوضى وانتشار السيارات بقطع أرزاقهم «فضلاً عما يسببه بعض العاشقين والمراهقين من فوضى أخرى، إذ يركنون سياراتهم على الطريق تحت المبنى ويطلقون العنان لموسيقى سياراتهم ساعات طويلة بانتظار خروج حبيباتهم!»، كما يروي أحد المستأجين في المبنى.
إدارة فرع معهد آفاق في النبطية لا تنفي الفوضى القائمة بسبب عدم وجود مواقف للسيارات تابعة للمعهد، وحمّل مديره كاظم درويش «بلدية النبطية جزءاً من هذا الخلل القائم، إذ لم تسمح لنا بإحداث مخرج آخر للمبنى، من الخلف حيث تقع طريق جانبية مع باحة مجاورة يمكن أن تخفف من هذه الزحمة».
ويشير إلى أن الإدارة تسعى «إلى بعض الحلول مع أصحاب المبنى، على نحو شرائه بالكامل، أو شراء بعض محاله السفلية وتحويلها إلى مواقف أو كافيتريا تخفف من انتظار الطلاب على الأرصفة، الذي أصبح يزعج أصحاب المحال المجاورة». مؤكداً أن هذا الزحام يجري في أوقات وجيزة ومحددة خلال النهار.
سكان المبنى والجوار أشاروا إلى أن إدارة المعهد وأساتذته وطلابه «يستخدمون الطرق المحيطة من غير وجه حق، فالطريق التي تقع خلف المبنى تخصّ عدداً من الأبنية، فيما يسبب ركن السيارات عشوائياً فيها وفي الحقل المجاور لها، طوال فترة الدوام، بقطعها وعرقلة وصولنا إلى بيوتنا؛ فضلاً عما نتلقاه من الملعب الواقع في أعلى المبنى من عبوات فارغة ونفايات يلقيها الطلاب من فوق سياج الملعب فتقع على رؤوسنا أحياناً».
واشتكى سكان المبنى من أن إدارة المعهد «ضيّقت الممر الخلفي للمبنى حتى صار لا يتسع لأكثر من واحد، بينما استخدمت المساحة الباقية منه مقراً لحارس العقار وعائلته». في هذا السياق، اقترح المحامي قانصو أن تستأجر إدارة المعهد «الحقل الخلفي الواقع بين شارعين متوازيين، وتحوّله إلى مرأب كبير لها، ما سيحل المشكلة ويحد من الفوضى».
وينفي المسؤول الإعلامي لبلدية النبطية الصيدلي عباس وهبي أن تكون بلدية النبطية قد تلقت أي شكوى من السكان المجاورين للمبنى بخصوص هذا الأمر «ومع ذلك سنرسل شرطياً أثناء انصراف الطلاب ليساعد في تنظيم السير؛ وسنقترح تركيب عدادات تلزم أصحاب السيارات بالوقوف فترات من الوقت لقاء بدل مدفوع».
يجدر الذكر أن معهد الآفاق ليس حالة استثنائية، إذ تسبب الفوضى ذاتها في النبطية بعض المعاهد المماثلة التي اتخذت مراكز لها في مبان تجارية.