صور ــ آمال خليل أكثر ما يلفت في الحرائق التي أهلكت بلدتي طير حرفا وجبال البطم في قضاء صور، الأسبوع الفائت، أن الأهالي متفقون على أنها «مفتعلة». وقد أثارت مواقع الحرائق وظروفها الشبهة في نفوس البعض إلى حد الاستنتاج أن «بعض الجهات تسعى إلى تحويل جنوبي الليطاني أرضاً محروقة، ما يؤدي إلى كشف التحركات العسكرية للمقاومة أمام أجهزة التجسس والطائرات الإسرائيلية وأمام جنود اليونيفيل». ليس هذا فحسب، بل إن مصادر متابعة أكدت أن «الحريق مفتعل لأن واديي البلدتين لا يدخلهما أي كان بسبب وعورة الأرض وانتشار الألغام والقنابل العنقودية فيهما ومراقبتهما دائماً من جانب قوات اليونيفيل من خلال نقاط المراقبة الثابتة التي ينصبونها على مداخلهما ومخارجهما ومن خلال مواقعهم العسكرية المحيطة». من جهة أخرى، أخذ مصدر أمني هذه التكهنات بعين الاعتبار، وأكّد في حديث مع «الأخبار» أن «احتمال ضلوع بعض المواطنين بإحداث الحريق للحصول على الحطب قبل الشتاء بات ضئيلاً بسبب اتخاذ اليونيفيل والأجهزة الأمنية إجراءات مشددة فرضاً للأمن». وبعيداً عما إذا كانت الحرائق مفتعلة أم لا، ماذا عن أداء الأجهزة المعنية بإطفاء الحرائق مهما كانت أسباب اشتعالها؟ وماذا حلّ بالنداءات التي وجهها رئيسا بلديتي طير حرفا محمد خليل وجبال البطم أسامة مهنا للدفاع المدني من أجل إطفاء الحريق الذي أتى على الحقول الزراعية وامتد إلى منازل الأهالي؟ لا يخفي مصدر في الدفاع المدني تقصير العناصر في إطفاء الحرائق «بسبب وجود مركزين فقط للدفاع المدني يغطيان قضاء صور والجوار، وهما مركزا صور والقليلة». يضاف إلى هذا «قلّة عديد عناصر الدفاع المدني وتواضع الإمكانيات المتوافرة». فبالنسبة إلى الحريق الأخير في جبال البطم، يعترف المصدر بـ«أننا تأخرنا في الوصول إلى موقع الحريق الهائل الذي كان أقوى من قدرة الفريق المكوّن من أقل من عشرة عناصر و3 سيارات إطفاء، كما أن حريق وادي طير حرفا الذي استمر 24 ساعة كان يلزمه مروحية، لا معدات عادية». ويؤكد المصدر أن «مروحيات الإطفاء اللي إجونا من السما» لم تشارك حتى اليوم في إطفاء أي من الحرائق الضخمة التي ألهبت الجنوب خلال الصيف. في ظل عجز الدفاع المدني و«إجونا من السما»، ساعدت مروحيتان تابعتان لليونيفيل، بناءً على طلب من الجيش اللبناني، في إهماد حريقي طير حرفا وجبال البطم بعد ساعات على اندلاعهما. وأكدت الناطقة الإعلامية باسم اليونيفيل ياسمينا بوزيان في حديث لـ«الأخبار» أن «قيادة اليونيفيل تستجيب لأي طلب للمساعدة وفق إمكانياتها، على الرغم من أن الأمر يقع خارج نطاق مهماتها».