صيدا ــ خالد الغربيأثار اشتباه إدارة مدرسة عائشة أمّ المؤمنين، التابعة لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية، بإصابة تلميذين في الصف الثالث الابتدائي بأنفلونزا الخنازير الرعب في نفوس أهالي التلامذة في صيدا. وقد بلغ الرعب الذروة بعد ساعاتٍ قليلة من شيوع الخبر، مع انتشار “خبرية” أخرى مفادها أن 13 تلميذاً من الصف نفسه يعانون عوارض مشابهة. هذه الأخبار دفعت الأهالي إلى التوجّه إلى المدارس التي يدرس فيها أولادهم من أجل اصطحابهم إلى المنازل.
ووفقاً لمصادر طبية في المدينة، فقد “حُوّل التلميذان إلى مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت، لإخضاعهما للفحص الخاص بالأنفلونزا”. ورجّحت المصادر أن “يكون أحد هذين التلميذين مصاباً فعلاً بهذا المرض، لكن الأمر متروك لنتائج الفحوص المخبرية، التي من المفترض أن تظهر تحاليلها اليوم”.
وأصدرت جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا بياناً طمأنت فيه الأهالي، لافتة إلى “أنه بناءً على رأي طبيب الجمعية الدكتور أحمد غزّاوي، واستجابةً لتعليمات وزارة الصحة، اتخذت الجمعية هذا الإجراء”. وأكدت أنها أقفلت “الصف الثالث الابتدائي ـــــ الشعبة ب، الذي وُجد فيه هذان التلميذان من باب الاحتياط فقط، ولمدة عشرة أيام”. من جهته، لفت غزاوي إلى أن “هذا الإجراء يأتي في إطار الرصد الذي تقوم به الجمعية منذ بدء السنة الدراسية. وقد لاحظنا السبت الماضي غياب ثمانية طلاب في صف واحد، لهذا السبب اتخذنا إجراءً بمراقبة أصحاب هذه الحالات، فجرى التركيز على اثنين منهم ارتفعت حرارتهما قليلاً. أجرينا لهما فحصاً طبياً في مستشفى حمود، فتبيّن أن أحدهما مصاب بكريب، ونتيجته إيجابية، وعلى هذا الأساس ارتأينا إرسالهما إلى بيروت لتثبيت التشخيص”. وأوضح غزاوي أنه “استناداً إلى النتيجة النهائية نقرّر ما هو الإجراء الوقائي الذي سنتخذه لاحقاً”. وقد نقلت وزيرة التربية بهية الحريري المعلومات ذاتها إلى زوّارها في مجدليون، مؤكّدة متابعتها للملف. أما رئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري فقد وجّه كتابين عاجلين إلى كلّ من رئيسة المنطقة التربوية في الجنوب، ورئيس مجلس الأمناء في جمعية المقاصد، يطلب فيهما “إيداع البلدية تقريراً مفصّلاً عن حالات الأنفلونزا المشتبه بها، والإجراءات المتخذة”.
لا يبدو الوضع مشابها في باقي الجنوب. ففي النبطية (كامل جابر)، لا تعنّ أنفلونزا الخنازير في بال الطلاب والتلاميذ إلّا عندما يسألهم المعلّمون عما إذا كانوا يشكون من ارتفاع في الحرارة، أو وجع في الرأس، أو عندما يقوم طبيب المدرسة بمعاينة حرارة بعض المشتبه بهم جرّاء احمرار في الوجه أو العيون. أما الأهل “فالتسليم ربّاني”.