إنّي أعتذر
تعليقاً على السجال بشأن التطبيع («الأخبار»، 23 و26 تشرين الأول 2009):
لن أصرخ كما فعل إميل زولا بأنني «أتهم»، ولكن أصرخ الآن متألماً بأنني «أعتذر». أعتذر للفترة التي كنت فيها رئيساً لمجلس إدارة مسرح وسينماتيك القصبة. وأعتذر للفترة اللاحقة التي كنت فيها عضواً في مجلس الإدارة. أعتذر لأنني لم أنجح في هذين المنصبين بتصويب نهج عمل مسرح وسينماتيك القصبة من حيث الاندفاع واللهفة للتطبيع مع العدو الصهيوني. تقوم «القصبة» بدور «ثقافي» تطبيعي مع العدو الصهيوني الذي يفرض علينا الحصار اليومي والمستمر، تحت مظلة «الثقافة المطبّعة هي عنوان للمقاومة!» دون حرج أو اعتبار لموقف المقاطعة الثقافية والأكاديمية الذي اتخذته وأقرّته مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، والذي تلتزم به وتدعو له المؤسسات الأجنبية المناصرة لنضال الشعب الفلسطيني. أدركت ذلك مسبقاً، ولكن لم أتخذ الموقف الواضح منذ البداية بكشف هذا النهج المذل! ولذلك أعتذر.
أعتذر لكل ما سبق، وأتمنى من جميع محبي ومقدري الثقافة الحرة والحيّة والملتزمة والمنعتقة أن يقاطعوا نشاطات القصبة. لقد طفح الكيل، وعلينا جميعاً الترداد أنه لم يعد بالإمكان المراوغة تحت مسمّيات الانفتاح و«التعددية» وحرية التفاعل الثقافي!
خليل نخلة

لبنان بين الطبقيّة والطائفيّة

تعليقاً على موضوع «القوّاتيّون والعونيّون: كليشيهات الإخوة الأعداء» للزميل غسان سعود («الأخبار»، 27/10/2009):
المقال يعكس بشكل واقعي أوجه الخلاف بين القوات والتيار العوني الذي يعكس واقعاً طبقيّاً موجوداً في كل الطوائف اللبنانية. فالمقاربة الملموسة التي أدرجها الأستاذ سعود لا تشير فقط الى إعادة الترويج لحالة «الإخوة الأعداء» فحسب، بل هي توصّف الذهنية الطبقية المتحكمة بالناس بمختلف انتماءاتهم. فالميليشيوي ينحدر عادة من الطبقات الفقيرة التي لم يحصّل أفرادها مراحل متقدمة من العلم...
بعد انتهاء الحرب وحلول نظرية تقاسم المغانم، احتاج «الأمراء» الى طبقة من المتعلمين والمثقفين ليسوسوا أمور الاستثمارات الخاصة ضمن الدولة وخارجها. لذلك نرى شرخاً واضحاً ضمن الحزب الواحد بين طبقاته الاجتماعية ما بين رجال الميليشيا وأصحاب الشهادات الذين يعملون على تنفيذ المشاريع الكبرى الخاصة بالزعيم وبهم...
لا أرى اليوم فرقاً شاسعا بين العوني والقواتي لا بالسياسة ولا بالبعد الاستراتيجي لهاتين القوتين المسيحيتين إلا في ما يقارب مصالح زعمائهما الشخصية.
حسن بيضون