دفع تساهل إدارات بعض المدارس في اتخاذ قرار إقفال الصفوف، على خلفية ظهور الإصابات بوباء الأنفلونزا «أيه أتش 1 أن 1»، وزارة الصحة إلى إصدار بيان تحذيري من القيام بالخطوة قبل استشارة لجان الأهل ووزارتي الصحة والتربية. فمثل هذا القرار سيضع، كما يقول البيان، إدارة المدرسة في مواقف حرجة، إذ من المتوقع أن تتكرر حالات الغياب مرات عدة خلال هذا العام الدراسي، وبالتالي فإنّ الإقفال المستمر سيعوق المدرسة عن إنهاء برنامجها. وترى الوزارة أنّ مجرد الغياب في أحد الصفوف لا يدعو بحد ذاته إلى القلق بل يعني أن الأهالي يلتزمون تعليمات الوزارة بإبقاء أطفالهم المصابين في المنزل، ما يجعل المدرسة مكاناً آمناً. توقفت هنا عند عدم تقيد الأهالي بوجوب إبقاء أطفالهم المصابين بالتهابات تنفسية حادة في المنزل واكتشاف مثل هذه الحالات في المدرسة. ثم إنّ إغلاق الصف لن يؤدي إلى إبقاء التلامذة الأصحاء في منازلهم بل إلى ممارستهم نشاطات في أماكن قد تكون أقل أماناً من المدرسة وتعرضهم أكثر للعدوى. ولفتت الوزارة إلى عدم تمكّن الإدارة من اكتشاف حالات تظهر عوارض الإصابة وإعادتها إلى المنزل في الوقت المناسب أو عدم توافر مستلزمات النظافة العامة كالماء والصابون والمحارم الورقية في المدرسة. وفي الإطار نفسه، رأى وزير الصحة الدكتور محمد جواد خليفة “أن إقفال المدارس خطأ”. وكشف “أن عدد الإصابات في لبنان بلغ نحو 1500”، موضحاً “أن اللقاح الخاص بالفيروس لم يوزّع بعد في العالم، وهو محدّد للفئات الأكثر تعرضاً”. وإذ أشار إلى “بعض التردّد في استخدامه من جانب بعض الفئات الطبية”، شدّد على “أن اللقاح قد يصبح إلزامياً في حال حصول أية تطورات”.
رغم التطمينات التي تطلقها وزارتا التربية والصحة، لا يزال الناس في قضاء الكورة (فريد بوفرنسيس) يخافون على أولادهم في المدارس، وخصوصاً بعدما سرت شائعات عن اكتشاف إصابات في صفوف بعض الطلاب في مدرستين في القضاء، ولا سيما مدرسة بشمزين العالية في القضاء، إذ قيل إنّ إدارة المدرسة أقفلت صف «البريفيه»، وهو خبر نفاه طبيب قضاء الكورة، الدكتور ميشال نعمة، من دون أن يخفي تسجيل بعض الإصابات الخفيفة بمرض

البقاع: لا تخوف لدى الأهالي من فيروس أنفلونزا الخنازير
الأنفلونزا منذ 10 أيام، وأنّ المصابين تماثلوا جميعاً للشفاء. وأوضح نعمة لـ«الأخبار» أنّ الكشف الأولي أظهر أنّ الطالبين في مدرسة بشمزين العالية أصيبا برشح عادي «أنفلونزا أيه». وروى مدير المدرسة، أمين خليل، أنّهما لم يكونا في المدرسة خلال إصابتهما بالعارض. وقال خليل إنّ «إدارة المدرسة أبلغت أولياء أمور تلامذة الصف من باب الاحتياط، وأجرينا تعقيماً للغرفة». وفي عكار (روبير عبد الله) يُسمع همس يلامس حدود الصمت الذي يسبق عاصفة انتشار الأنفلونزا في المنطقة. ولغاية أواخر الشهر الأول من السنة الدراسية، لم تقم مدارس عدة في عكار بأي مبادرة للوقاية من خطر الوباء المقبل. فللتلامذة في المدرسة الابتدائية النموذجية مناعتهم الصحية، إذ عجزت كل الآفات البيئية عن أن تمس أجسادهم بأي سوء، كما يقول مدير المدرسة محمد أبو شقرا، «فمياه الشفة تختلط بالمياه المبتذلة والأولاد يتمرغون بالوحل ومع ذلك فصحتهم بألف خير». أما في البقاع الشمالي (رامح حمية) «فلا تخوف لدى الأهالي من فيروس أنفلونزا الخنازير». هذا، على الأقل، ما يعتقده مديرو المدارس والثانويات الرسمية، مشددين على ثقتهم بمناطقهم ونظافتها من جهة، وبالإرشادات الوقائية والصحية التي يتّبعونها في مدارسهم من جهة ثانية.
أما في صيدا (خالد الغربي)، فقد أكدت مصادر طبية أن أحد التلميذين اللذين نُقلا من مدرسة عائشة أم المؤمنين إلى مستشفى بيروت الحكومي لإجراء فحص “بي سي آر” مصاب بأنفلونزا الخنازير. وبناءً على ذلك، قرّرت الجمعية إقفال المدرسة لمدة أسبوع كتدبير احترازيّ.
(الأخبار)