زحلة ــ نقولا أبو رجيلياختلفت آراء رؤساء بلديات قرى البقاع الشرقي وسكانها بين مؤيد ومعارض، فالانقسام هنا ليس سياسياً أو عقائدياً، بل سببه أكثر من 40 مطبّاً إسفلتياً استُحدثت أخيراً، على طول الطريق الممتدة من محلة الفاعور حتى بلدة رعيت، مروراً بقرى كفرزبد ـــــ عين كفرزبد ـــــ قوسايا ـــــ دير الغزال.
«نقلنا من تحت الدلفة لتحت المزراب» يستعين أحد أبناء بلدة دير الغزال، المهندس عبد الله حداد، بهذا المثل الشعبي ليصف حالة الاستياء التي يعبّر عنها معظم أصحاب السيارات في قرى البقاع الشرقي، الذين يشكون كثرة المطبّات الإسفلتية الموزّعة على طول الطريق بين مدينة زحلة وبلداتهم. ولقد استحدث عدد من البلديات مطبات على الطريق عقب انتهاء الشركة المتعهدة من تأهليها.
حداد لا يعترض على إقامة المطبّات، بل من كثافتها وسماكتها المؤذية للسيارات الصغيرة، «معقول كل 50 متر مطبّ؟ ما صدقنا خلصنا من الحفر، حتى وقعنا بمصيبة أكبر»، مفضلاً إزالة هذه الأدراج كما وصفها، واستبدالها بمطبّات بلاستيكية أثبتت جدواها في تخفيف السرعة. وتساءل: «لماذا لا تنظّم البلديات محاضر ضبط بحق المخالفين لشروط السلامة العامة؟».
وجهة نظر حداد يتبناها رئيس بلدية دير الغزال جورج أبو فيصل، الذي لم يوافق على إقامة المطبّات في نطاق البلدة. ويرى أبو فيصل أن هذا التدبير غير مجدٍ، وقد يؤدي إلى تمادي البعض بإظهار حالة من التحدّي بمضاعفة السرعة، وفي هذه الحالة لا يمكن ردعهم إلا من خلال الإجراءات القانونية.
بدوره، دافع رئيس بلدية عين كفرزبد، روبير سركيس، عمّا عدّه خطوة كان لا بدّ منها، وذلك لكبح جماح بعض سائقي السيارات والشاحنات المحمّلة حجارة وحصى ورمالاً، الذين لم يأبهوا في السابق للإجراءات القانونية، موضحاً أن هؤلاء «أعطوا الأذن الطرشاء» للتحذيرات التي وجّهت إليهم بعدم السرعة، رافضاً فكرة المطبّات البلاستيكية بالقول: «هذا لا ينفع ولا يردع المستهترين». وختم: «احترنا يا قرعة من وين بدنا نبوسك. إذا عملنا مطبّات يغضب السائقون، وإذا أزلناها ينتفض السكان ضدنا».