محمد نزالما زال المواطن ج. م. متوارياً عن الأنظار لليوم الثالث (أمس). بعدما تهجّم على عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب نبيل نقولا، ووجّه إليه شتائم وعبارات نابية أثناء قيام الأخير بتقديم العزاء بالراحل وديع الحاج، في بلدة بسكنتا ـــــ المتن الشمالي.
في إطار البحث عن ج. م.، دهمت قوة من استخبارات الجيش وقوى الأمن الداخلي منزله، أول من أمس. لكن لم يُعثر عليه، فيما صدرت مذكرة بحث وتحر بحقّه.
النائب نقولا رأى أن «هروب المعتدي يدل ربما على وجود مخطط معين. فبعد مضيّ ثلاثة أيام نسأل: لماذا لم يوقَف حتى الآن؟ وكيف تمكّن من الهرب؟ وفي كل الأحوال، فإن من يؤويه يتحمّل المسؤولية أيضاً». وأشار نقولا في حديث مع «الأخبار» إلى أنه لم يتقدم بشكوى قضائية حتى الآن، محتفظاً بحقه في الادّعاء بعد أن يُقبض على «المعتدي» ويخضع للتحقيق، لمعرفة الخلفيات والدوافع، «إذ إن هروبه وعدم تسليم نفسه، يدفعاننا إلى التأكّد من وجود نيّات غير سليمة».
بعض المعلومات المستقاة من مسؤول أمني تلفت إلى أن ج. م. يرأس قسم منطقة كفر عقاب المتنية وجوارها في «القوات اللبنانية»، بيد أن رئيس بلدية كفر عقاب بيار معلوف نفى في حديث مع «الأخبار» هذه المعلومة، وقال إن «ج. م. مطرود من القوات، ولكن قديماً كان هو المسؤول. أما اليوم، فالمسألة في عهدة ج. ن. وفي كل الأحوال، فإن الدولة هي المسؤولة عن توقيف الهارب، علماً بأنه من قرية عين القبو لا من كفر عقاب كما تردد». في المقابل، لفت رئيس البلدية إلى أن الموضوع «قد أخذ أكثر من حجمه الطبيعي، فالمسألة لا تستأهل كل هذا الأخذ والرد، وخصوصاً أن الخلاف بدأ بين ج. م. وأحد مرافقي نقولا، فلا أتصوّر أن هناك شيئاً شخصياً ضد النائب».
وردت الحادثة بتفاصيلها في تقارير أمنية، فذكر فيها أن ج. م. «الذي ينتمي إلى القوات اللبنانية» شتم النائب نقولا وقال له «بتقتلو القتيل وبتمشوا بجنازتو. أنتم العونيون تقتلون القتيل وتمشون بجنازته. سوف أقتل، ولن أبقي أحداً من العونيين». ونقلت التقارير نفسها عن النائب نقولا أنه «سمع صوتاً قوياً يهدّد بالقتل ويطلق الشتائم، أثناء وجوده في صالون كنيسة مار يوسف في بلدة بسكنتا».
أحد أبناء البلدة أشار إلى أن وفاة وديع الحاج كانت نتيجة أزمة قلبية، وبالتالي «لم نعرف سبب ربط ج. م. بين الموت والعونيين. كان أمراً مضحكاً»، ولفت إلى أن النائب إبراهيم كنعان حضر بعد نقولا للتعزية، بعد أن وردت إليهما دعوة من ابن الفقيد.