مايا ياغيأعادت خيبة الأمل الدمعة مجدداً إلى عيون محمد سالم بعد اطلاعه على نتيجة الدورة الثانية للامتحانات الرسمية للمرحلة المتوسطة (البريفيه). لم يستوعب أنّ نتيجته كانت الرسوب فانتابته نوبة من البكاء والإنكار. ظل يكرر: «أكيد في غلط». لم تكن نتيجة الدورة الأولى سهلة على محمد ولكن أمله في الدورة الاستثنائية كان كبيراً. اليوم ورغم تأكده من أنّ التصحيح كان عادلاً، يقول محمد: «لم أستوعب الفكرة، جمعت علاماتي أكثر من عشرين مرة ودائماً النتيجة ناجح». زميله محمد غندور لم يحالفه الحظ أيضاً، لكنّه لم يهتم، فالموضوع كما يقول: «مش قصة كبيرة لعذّب نفسي كرمالها، ما بتستاهل هلقد».
لم يكن قضاء الصيف في الدرس سهلاً بالنسبة إلى هؤلاء ولم يكن وقع النتيجة عليهم أسهل، فحتى من نجح في هذه الدورة لم تكتمل فرحته. فاطمة حرب تعتبر الموضوع «صار بايخ وما عاد له قيمة حتى نفرح ونعمل حفلة أو ألعاب نارية». هكذا، لم يعد أمام هؤلاء الذين نجحوا في الدورة الثانية وقتاً كبيراً ليقرروا ماذا سيفعلون، هل سيتوجهون إلى الدراسة المهنية أم يكملون في الدراسة الثانوية العادية؟
محمد فحص لا يهتم لنتيجته بعد نجاحه ولم يكن ليهتم حتى لو رسب، فهو يؤكد أنّ «أخي تخرج وبعدو ناطر الشغل، ماني مستعجل، على مهلي. التخرج بعيد ولوقتا بيكون صار عنا شغل». أما والدة محمد ففرحتها كبيرة بنجاح ابنها، لكنّها تقول: «في هذا البلد لا يقدّر تعب التلميذ وتذهب شهادته هباءً».
النتيجة الحتمية عند الرسوب هي أن يضيّع التلميذ عاماً كاملاً من سنوات دراسته، لعل الحظ يسعفه في السنة المقبلة في بلد لا يحق له فيه أن يسأل عن أدنى حقوقه وهي: كيف جرى تصحيح المسابقة؟