ضمن «نوادي المواطنة والسلام»، استضاف مركز الديموقراطية المستدامة في «المدرسة الصيفية»، نحو 100 طفل لبناني وفلسطيني من مختلف المناطق
إهدن ـــ فريد بو فرنسيس
«حياتنا مرّة واحدة نعيشها، فلنستغلّ وجودنا فيها»، هي العبارة التي أطلقها الأطفال المشاركون في المدرسة الصيفية التي ينظّمها «مركز الديموقراطية المستدامة»، حول مشاركة الأطفال في صنع السياسات العامة، في مدرسة «راهبات المحبة» في إهدن، ضمن إطار مشروع «نوادي المواطنة والسلام» الذي كان المركز قد أطلقه العام المنصرم.
تنهمك إحدى المشاركات، الصبية ماري معاز، في التعبير عما يجول في خاطرها من أفكار، من خلال الرسم، فتجسّده على كرتونة بيضاء، مستعينة بأقلام ملوّنة. تعبّر عن فرحتها بالمشاركة في المشروع، شارحةً «أنها المرة الأولى التي أشارك فيها في مخيم كهذا، وقد تعرّفت إلى أمور عدّة، أهمها قواعد الديموقراطية وفحوى حقوق الطفل. وهي أمور لم تكن تعني الكثير لي، لكنّ المحاضرات التي ناقشناها في المخيم، أظهرت لنا أهمية ما كنا نجهله»، لتعِد بحماسة أنها «سوف أعمّم هذه التجربة في المجتمع والمحيط الذي أعيش فيه». في هذه الأثناء، كان زميلها في المدرسة الصيفية، روني خوري، قد بدأ يبلور فكرته بطريقة أوضح بعدما كتب على كرتونته عبارة «حياتنا نعيشها مرة واحدة فلنستغلّ وجودنا فيها». ويشرحها قائلاً: «إذا لم نكن نعيش المشاركة مع غيرنا فلن تكون حياتنا مريحة، والإنسان لا يستطيع العيش وحده».
ينظّم المركز معرضاً للأطفال المشاركين خلال أيلول
وقد استقبلت المدرسة الصيفية نحو 25 طفلاً من مختلف المناطق اللبنانية كل أسبوع، إضافةً إلى عدد من الأطفال من المخيمات الفلسطينية، ليصل إجمالي المشاركين إلى نحو 100 طفل موزّعين على 4 أسابيع، بمعدل خمسة أيام في الأسبوع، يجتمعون حول مواضيع حقوق الطفل، وصنع السياسات العامة، والمناصرة وثقافة السلام. ويقول المدير التنفيذي لمركز الديموقراطية المستدامة، سليم معوض: «في هذا المشروع نطمح للوصول إلى تغيير بعض السياسات والقوانين المتعلقة بمشاركة الطفل، وبخاصة حقّه في تأليف الجمعيات وإنشائها، لكون القانون اللبناني يعطي هذا الحق حصراً لمن تجاوز الثامنة عشرة من عمره»، لافتاً إلى أن «المشروع مدعوم من مؤسسة War Child الهولندية وسفارة النرويج في لبنان ومن المجلس الأعلى للطفولة باعتبار مركز الديموقراطية المستدامة قد أصبح شريكاً رسمياً للمجلس بقرار صادر عن مجلس الوزراء اللبناني».
من جهة أخرى، تشرح نايلة أبي نصر، منسقة البرامج في المركز، بدايات المشروع التي «تحقّقت مع بدء تطبيق نوادي المواطنة والسلام، وعددها ستة، التي نظّمها المركز في بيروت، بعلبك، المروانية، طرابلس، صيدا»، مشيرة إلى «مشاركة منشّطين متطوعين من مركز الديموقراطية المستدامة، وناشطين من مراكز الخدمات التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، في المشروع». تعلّق أبي نصر على المشروع بالقول: «حالياً، ينظم مركز الديموقراطية المستدامة المدرسة الصيفية حول مفهوم المشاركة، إضافةً إلى عدد من ورش العمل السابقة واللاحقة، بغية بناء قدرات الأطفال من ناحية المعلومات، وتعزيز البنية اللوجستية اللازمة لديهم لتأمين المناصرة حول مواضيع مشاركة الطفل، وثقافة السلام. أما في المستقبل، فسوف ينظم المركز معرضاً لمنتجات أطفال المدرسة الصيفية الفكرية والفنية، إضافةً إلى طاولات مستديرة على مدى يومين في قاعات قصر الأونيسكو خلال شهر أيلول تجمع الأطفال مع زوّار المعرض، إضافةً إلى لقاءات متكررة مع صانعي القرار، وممثلين عن جمعيات المجتمع المدني في لبنان».
وكان مركز الديموقراطية المستدامة قد أنشئ عام 2002، كمؤسسة غير حكومية تهدف إلى إلغاء الحواجز القائمة في المجتمع اللبناني، عبر إقامة ورش عمل وحلقات حوار ومخيمات في مختلف المناطق اللبنانية، تجمع أكبر عدد ممكن من الشباب، من مختلف الفئات العمرية والفئات الاجتماعية، لمناقشة مواضيع تُعنى بالمواطنة وحقوق الإنسان.