Strong> يمثل رصيف كورنيش المنارة ملاذاً لممارسي رياضات الصباح، لكن ثمة ما يعكّر الأجواء، سائقو دراجات نارية يقتحمون المكان أو يعترضون طريق الراكضين والفتيات اللواتي يمارسن المشي السريع، ولا ننسى مجموعات من المتنزهين الذين يشعلون النراجيل على الرصيفكورنيش المنارة عند الفجر، يلتقي على رصيفه الراغبون بممارسة رياضتهم الصباحية، يسبقون الشمس إليه، كباراً وصغاراً، نساءً ورجالاً، جميعهم في ألبسة الرياضة أو لباس البحر. يتوافدون إليه بسياراتهم أو يقصدون مشياً.
عشرات «الرياضيين» أو بالأصح الهواة يحتلون الرصيف، يمشون أو يركضون أو يقومون بحركات رياضية لتنشيط العضلات ومحاربة الدهون. يحكي هواة الرياضة ــــ إذا صح وصفهم كذلك ــــ بأن الرصيف يمثّل الفسحة الوحيدة في بيروت التي يمكن ممارسة الرياضة الصباحية فيها مجاناً، ولكنهم يشكون من ممارسة آخرين يسبقونهم إلى الكورنيش، كثيرون يفترشون الرصيف في جلسات لتدخين النارجيلة، يرتفع لهب الفحم وروائح الدخان المنبعث من أنوف المدخنين أو من النارجيلة نفسها. لا يكتفي هؤلاء باحتلال فسحات كبيرة، ما يعوّق مرور المشاة أو الراكضين... مشهد مدخني النارجيلة منذ ساعات الفجر يتناقض مع ممارسات الرياضيين الذين يبحثون عن الجسم السليم والممارسات الحياتية الصحية.
الأسوأ من مدخني النارجيلة هم مجموعة من الشبان، معظمهم في سن المراهقة، يصل هؤلاء إلى الكورنيش على متن دراجات نارية، يتجاهلون وجود الطريق الواسع المخصص للآليات، ويقومون بـ«نزهاتهم» على الرصيف، يقود هؤلاء دراجاتهم بسرعة، يقتحمون المكان المخصص للمشاة، يقومون بحركات بهلوانية فيعرضون حياة الآخرين للخطر، أو يقودون بسرعة على خط متعرج يتخيلونه، يضحكون بصخب كلما أخافوا «رياضياً» أو سمعوا اعتراضاً من فتاة تركض على الكورنيش، وقد يتمادون فيطلقون كلاماً نابياً ضد ممارسات الرياضة. لا تقتصر أضرار سائقي الدراجات النارية على ممارساتهم الخطرة وكلامهم النابي، بل إنهم يقودون الدراجات من دون وضع أغطية رأس، وينبعث من الدراجات دخان مليء بالمواد الضارة للصحة، وهم بذلك يزيدون من تلوث الهواء الذي يستنشقه الموجودون على الكورنيش، كما أنهم يزيدون الأوساخ المرمية على الرصيف.
وجود سائقي الدراجات على الكورنيش مخالف لكل قوانين العالم، ويدرك هؤلاء الشبان أنهم يخالفون القانون، ومن اللافت أنهم يقصدون الرصيف فيما الطرق المخصصة للسيارات والدراجات شبه خالية في ساعات الصباح. مهى راضي شابة عشرينية، تقصد الكورنيش قبل الساعة السادسة صباحاً، تحاول أن تمارس الرياضة قبل بدء «موعد العمل»، هي موظفة في مصرف بيروتي، تشتكي من سائقي الدراجات، تقول «يتركون الطريق الواسعة والخالية، ويزاحموننا في الأمتار القليلة المخصصة للمشاة على الرصيف، من الواضح أنهم بذلك يسعون إلى إزعاج الناس، وإلا لاستمتعوا بالقيادة على الطرق الخالية». زميلتها سامية تشتكي أيضاً من مدخني النارجيلة «تركنا لهم المقاهي، فليدعوا لنا فسحة صغيرة خالية من التلوث والقرف، تخنقنا روائح التنباك أينما توجهنا، وها هي تستقبلنا على الرصيف مهما بكرنا في المجيء». عند الصباح يلفت بعض الرياضيين إلى أنهم يشاهدون رجال الفهود وسياراتهم في قوى الأمن الداخلي، لكنهم يتعجبون كيف لا يتدخل هؤلاء لوضع حد لممارسات راكبي الدراجات على الرصيف. تروي سيدة ستينية أنها شاهدت شاباً يركن دراجته على الرصيف قبل نحو شهر، اقترب منه رجل أمن ووجه له الكلام مطالباً إياه بالتزام القانون ورفع الدراجة عن الرصيف، لكن الشاب المخالف اقترب منه عابساً وأسر له بأنه من رجال شخصية سياسية، اعتذر رجل الأمن... وبقيت الدراجة في مكانها على رصيف المشاة.
(الأخبار)


وعود بمعالجة سريعة...