رنا حايكليس المقال عن دجاج «كنتاكي»، ولو أن سر الخلطة الجذاب قد استعصى على المنقّبين والأكولين لسنوات. فهناك «خلطات» أخرى في لبنان، أدسم من دون شك، وتستحق التوقف عندها.
خذ مثلاً خلطة الأهل المحافظين الذين يمنعون ابنتهم من تدخين السجائر (ما يضطرها في بعض الأحيان إلى التدخين في الحمام)، بينما يطلبون لها «حجر أركيلة» عن طيبة خاطر في المقهى.
أو مثلاً الشباب الذين «بيعملوا السبعة ودمتها» طوال أيام السنة بينما يصومون خلال شهر رمضان، وإذا كانوا من الشيعة، يمتنعون عن تناول الحكول والاستماع إلى الموسيقى خلال أيام عاشوراء. هؤلاء أنفسهم، يفتعلون «سفراً» (ولو أنه في سيارة مكيّفة) لمسافة معينة حتى يتوافر لهم العذر الشرعي للإفطار. أضف إليهم الشباب الذين يدّعون الانفتاح والتقدمية، ثم يبحثون عن «فتاة غير مجرّبة» حين ينوون الزواج، تأتي في مقابلهم الفتيات اللواتي يعشن حياة متحررة، ويلجأن بعدها إلى عمليات رتق غشاء البكارة قبل الزواج.
طبعاً ذلك لا يستثني اليساريين الاستعراضيين الذين لا تكتمل يساريتهم سوى بـ «بيريه» لينينية، وسيجار كوبي طوييييل، وبعض الأبيات الشعرية أو عناوين كلاسيكيات الأدب العالمي، «عدة النصب».
من يهتم بفكّ شِفرة سرّ خلطة كنتاكي أمام خلطات كهذه؟