عبد الكافي الصمدلم يُكتَب لعبد اللطيف عبد الرحمن، الذي ولد لأبوين فلسطينيين في مخيم البداوي، أن يعمَّر طويلاً. فقد وضعته أمه قبل شهرين في عملية ولادة مبكرة، وكان والداه قد توجها إلى مستشفى القبيات في عكار لكونه المؤسسة الصحية الوحيدة التي تعاقدت معها وكالة الأونروا في المنطقة لاستقبال الحالات الطبية لحديثي الولادة.
عبد اللطيف خضع، نتيجة سوء وضعه الصحي، لعلاج طويل، لكن العلاج لم يؤدِّ إلى إنقاذ حياته، فتوفي في الأول من أيلول الجاري.
لم تُقَم مراسم دفن الرضيع الفلسطيني بعد، فهو حتى الآن «أسير» لدى المستشفى المذكور. وفي التفاصيل التي يرويها والدا عبد اللطيف، أن إدارة المستشفى رفضت تسليم «جثته» لذويه قبل تسديد كامل المبلغ المستحق عليهم لقاء العلاج الذي تلقاه المولود خلال شهرين، وتبلغ قيمة هذا المبلغ نحو 30 مليون ليرة
لبنانية.
ولأن قدرة أهل عبد اللطيف المادية محدودة، لجأ والده أمجد عبد الباري (اسم مركب) إلى المؤسسات والجمعيات الاجتماعية الفلسطينية واللبنانية وتبرعات الخيّرين، فتمكن من جمع مبلغ 15 مليون ليرة. كذلك أسهمت الأونروا بمبلغ 2000 دولار أميركي، لكن إدارة المستشفى رفضت حسم بقية المبلغ، ما دفع والدته وجدته إلى القيام بجولة إضافية على المؤسسات، ومنها منظمة التحرير في بيروت وغيرها، لتوفير المبالغ للمستشفى كي يسلِّم الطفل لذويه حتى يُدفَن.