شهد مخيّم لمنظمة الشباب التقدمي لقاءين شبابيّين فريدين، إذ جمع الأوّل ممثّلين عن المنظمات الشبابية في الموالاة والمعارضة، إضافة إلى بعض المنظمات المستقلة، وذلك لمناقشة قضايا تصبّ في مصلحة الشباب. أمّا اللقاء الثاني، فتناول حقوق الفلسطينيّين
ديما شريف
لم يكن اللقاء الذي رعته «منظمة الشباب التقدمي» على هامش مخيّمها في منطقة عين زحلتا، الذي جمع ممثلين عن المنظمات الشبابية، جديداً تماماً. لكنّه كان الأول الذي يجمع شباباً من الموالاة والمعارضة منذ فترة ليست بقصيرة. فمنذ التلاقي حول إقرار خفض سن الاقتراع، لم يحدث لقاء جدّي وفاعل بين المنظّمات المتخاصمة سياسيّاً. وظلت المحاولات التي جمعتها في السنوات الماضية خجولة.
ثمّة سببان وراء توقيت اللقاء: الأول يعود إلى قرب عودة الدراسة في الجامعات، والثاني المصالحات السياسية بين الزعماء. «مجرد أن نجلس ونكسر الجليد بيننا يؤدي إلى جو إيجابي، ما ينعكس تفادياً للمشاكل في الجامعات»، يقول رئيس منظمة الشباب التقدمي ريان الأشقر، مضيفاً أنّ المصالحات السياسية تسمح بطرح العناوين المطلبية الشبابية للتداول.
لم يتم التطرق في اللقاء إلى الخلافات السياسية، واقتصر البحث على الموضوعات الشبابية المطلبية، مثل الجامعة اللبنانية، الحقوق المدنية للشعب الفلسطيني، إمكان إصدار بطاقة طلابية، واحتمال الاتفاق على روزنامة مواعيد جامعة مثل عيد الجيش أو الاستقلال والتحرير. وسيتم تشكيل لجنة متابعة للبحث في الموضوعات الجامعة للمنظمات. ويؤكد الأشقر أنّه لمس جواً إيجابياً من كلّ المشاركين، ما يتيح عقد لقاءات أخرى حتى لو عاد الخلاف بين السياسيين.
شارك من قوى المعارضة، إلى جانب حركة أمل وحزب الله والحزب الديموقراطي اللبناني، ممثلون عن تيار المردة. «الاشتراكيين مدّوا يدهم ونحنا لاقيناهم في نصف الطريق»، يقول مسؤول مكتب الشباب في التيار شادي دحدح. يضع دحدح مشاركة المردة في اللقاء في خانة الانفتاح على الآخر والنقاش في القضايا التي تهم الشباب. ماذا لو عاد السياسيون واختلفوا؟ «نحنا من الناس يلّي حتى لو في مشاكل بين السياسيين رح نظل نلتقي»، يجيب دحدح.
في الجلسة الثانية، كان لقاء ناشطي التقدمي مع ممثلين عن المنظمات الفلسطينية «لإعادة العلاقات التي لم تنقطع بل بردت في الفترة الأخيرة»، وفق الأشقر. وأسفر اللقاء عن جولة سيقوم بها «التقدمي» قريباً على المخيمات الفلسطينية. الغائب عن هذا الاجتماع كان حركة حماس التي لم تحضر، رغم دعوتها أكثر من مرّة.
اما اللافت، فكان غياب أكثر من طرف من قوى 14 آذار، مثل الكتائب والقوات والأحرار، عن الجلسة اللبنانية، رغم حضور تيار المستقبل. مسألة يضعها الأشقر في سياق «أولوية موضوع الخلاف السياسي على الموضوع المطلبي بالنسبة إليهم». موضوع لا ينفيه رئيس مصلحة الطلاب في القوات اللبنانية شربل عيد. والسبب هو «عدم وجود مبرر للجلوس إلى نفس الطاولة مع المنظمات الشبابية في 8 آذار»، كما يقول عيد الذي يأسف في اتصال مع «الأخبار» إلى عدم وجود جامع مع المنظمات الشبابية التابعة لـ«قيادات تعطيلية». ويضيف أنّ أحزاب 8 آذار لم تخطُ أية خطوة في اتجاه بناء الدولة. ويؤكد عيد أنّ القرار الشبابي في هذه المنطمات ليس موجوداً عندها، بل عند قياداتها، ولذلك «ما عندي أمل يفتحوا مجال للحرية والديموقراطية». يعتبر عيد أنّ الأزمات السياسية التي يمر بها البلد كبيرة ولا تسمح بتنفيذ رؤية شبابية، والوضع مأزوم جداً. ولهذا السبب «لست مؤمناً بأي نقطة تلاقٍ معهم».
العودة إلى الجامعات قريبة. فهل ينسى الشباب خلافاتهم السياسية ويحاولون تجنيب المؤسسات التربوية مشاكل العام الماضي، أم يجب انتظار الحكومة المقبلة كي يقبل الجميع الجلوس إلى طاولة واحدة؟


«الديموقراطي»: اجمع ولا تفرّق

مثّل اتحاد الشباب الديموقراطي في اللقاء رئيس المجلس الوطني عربي العنداري ومسؤول العلاقات السياسية محمد حطيط. ويقول العنداري إنّ الاتحاد لا يلبي الدعوات وحسب، بل يسعى إلى جمع الشباب حول القضايا التي تهمّهم، وخصوصاً في أوقات الانقسام والتوتر. ويعدد العنداري المحطات الاتحادية السابقة في هذا الإطار، مثل حملة «شباب خائف على وطن» والمشاركة في «كفى» و«لا للوصاية الأميركية». يستغرب توقيت الخطاب الذي سمعه في اللقاء عن «العناوين التي تجمعنا». فأين كانت هذه العناوين في السابق؟ ويتساءل هل كان سيتم لقاء لو أنّ الزعماء السياسيين لم يلتقوا في ما بينهم؟ لكنّه يرى أنّ هذه اللقاءات تبقى مهمة، وخصوصاً حين تبحث في القضايا التي تجمع، لا تلك التي تفرّق.