البقاع ــ عفيف ديابخلال الأيام القليلة المقبلة، ينطلق العام الجامعي في الجامعة اللبنانية الدولية في البقاع الغربي، مستتبعاً بعض القلق على مصير «نادي شباب التغيير» الذي طبع الجامعة خلال العامين الماضيين بأنشطته المتنوعة. قلق يعبّر عنه الطالب الجامعي حازم عثمان، الناشط في النادي. فعثمان، ومجموعة من رفاقه في النادي، سينتقلون إلى بيروت لمتابعة دروسهم الجامعية. ويقول حازم إن نادي التغيير الذي كان ناشطاً خلال العامين الماضيين في الجامعة وخارجها «يفتقد اليوم إلى العناصر الكفيلة بتفعيل دوره في المنطقة. فبعض الزملاء الذين كانوا في النادي قد تخرجوا، بينما سينتقل البعض الآخر منهم إلى بيروت مع بداية العام الجامعي، وبالتالي فإن مصير النادي سيدخل في المجهول»، لافتاً إلى أن هناك بعض اللقاءات التي تعقد حالياً مع بعض الطلاب المنتسبين إلى النادي «نبحث خلالها في الآلية الواجب اعتمادها لإبقاء النادي ناشطاً وفاعلاً رغم النزف الذي سيصيبه جراء الانتقال إلى خارج المنطقة» كما يشرح.
وكانت فكرة تأسيس نادي شباب التغيير في الجامعة اللبنانية الدولية في البقاع الغربي قد انطلقت في عام 2007، بعدما أخذ اسمه من النادي الأم في فرعي الجامعة في بيروت وصيدا، حيث يتلقى دعماً ومتابعة من اتحاد الشباب الديموقراطي «خلافاً لحالنا في البقاع الغربي»، كما يروي حازم، الذي أطلق فكرة النادي مع مجموعة من زملائه الطلاب خلال العام الدراسي 2007. ويضيف «أطلقنا نادي التغيير باللحم الحي، كما يقال، ولم نتلقّ دعماً من أحد، وأعتقد أن غياب الدعم كان دافعاً قوياً لنا لكي نحقق بعض أهدافنا».
بعد تأسيسه، ضم نادي شباب التغيير في البقاع الغربي أكثر من 50 ناشطاً وناشطة من الشباب الجامعيين في المنطقة، وتلخصت أهدافه في المساهمة بتذكير الشباب في البقاع الغربي بدورهم الأساسي في المجتمع من «خلال بناء تيار شبابي يساري علماني، واع ومثقف في مختلف المجالات، بما في ذلك تنمية الحس النقدي البناء والوعي الوطني». ويقول عثمان إن النادي «لم يتلقّ أي دعم من أي جهة حزبية أو سياسية»، مضيفاً «قمنا بأنشطة متنوعة من خلال الاشتراكات المالية التي كان يدفعها الأعضاء المنتسبون للنادي، ولم نجد اعتراضات تذكر من إدارة الجامعة التي سمحت لنا بتنظيم أنشطة ولقاءات حوارية، ولكن أكثر ما يقلقنا اليوم هو مصير النادي في الجامعة لأن معظم الأعضاء سيغادرون المنطقة إلى بيروت».
وقد حقق النادي الكثير من الأهداف في الجامعة، منها إطلاق نشرة نصف شهرية باسم «صوت الشباب»، صدر العدد الأول منها في آذار 2008 وبيع بسعر 500 ليرة فقط لا غير. كما حقق النادي بعض المطالب الأساسية التي تهم طلاب الجامعة من خلال التعاون مع الإدارة. ويقول الطالب حازم عثمان إن الإدارة «لبّت بعض مطالبنا المحقة، وسمحت لنا في أحيان كثيرة بإقامة أنشطة ثقافية، رغم أنها منعتنا في أحيان أخرى من إقامة أنشطة سياسية بذريعة تجنيب الجامعة إشكالات طلابية بسبب الانقسام بين 8 و14 آذار. كما نظمنا ندوات عدة، حوارية ثقافية واجتماعية وتربوية، وحملات توعية عن مخاطر الانتماء الطائفي وخطاب الطوائف على الوطن، وأنشطة تضامنية مع فلسطين والعراق، وإحياء أخرى في مناسبات وطنية وقومية مختلفة».