هاني نعيم■ ■ ■
تتذكّر وديع حداد، جورج حبش، ناجي العلي، محمود درويش، غسان كنفاني وغيرهم. رموز رسمت وجهاً إنسانيّاً ـــــ عالميّاً للثورة. كل إنسان على هذا الكوكب، يرفض الاحتلال والعنصريّة، يمكنه أن يكون جنديّاً، مقاوماً، من أجل تحرير فلسطين.
يومها كانت فلسطين، تمتد من أقاصي أميركا اللاتينيّة إلى أقاصي شرق آسيا، مروراً بـ «الأوروبيين الحمر».
فلسطين تحتل العالم. هي فضاء الحريّة!
■ ■ ■
تتذكّر صورة لطالبات في العقد الأول من عمرهم، في الستينات من القرن الماضي، في أحد المخيّمات في داخل فلسطين. وبين العشرات منهنّ، توجد 3 فتيات تضع كلّ منهنّ منديلاً على رأسها. كانت القضيّة أكبر من أي شيء آخر يعوق حركة الناس.
تتذكّر المرأة الفلسطينيّة، «بكامل مشمشها». المرأة التي كانت جنباً إلى جنب مع حبيبها، رفيقها، زوجها، ابنها، والدها، في الخندق: ترسم، تضحك، تعشق، تكتب الشعر، وتقاتل بأسنانها من أجل أغصان الزيتون والبرتقال المقدّس.
■ ■ ■
فجأةً، يصفعك الواقع، بكل وقاحته. المقاومة تحتكرها منظمات منغلقة على ذاتها. يضيق الأفق.
فلسطين أصبحت أضيق من أن تتسع لابتسامة أنثى. تفرض الحركة الإسلامية الزي الديني (الجلباب) على الإناث. تشوّه أنوثة المرأة، وتلوّنها بالأزرق الداكن، لون الزي المفروض. تفصل بين الشباب والصبايا. تعمل لأسلمة المجتمع، بالقوّة. تضيّق الحريّات الضيّقة أصلاً، بفعل الاحتلال العنصري.
فلسطين أضيق من أن تتسع لأبنائها!
■ ■ ■
«إلى متى؟». يتكرر السؤال. لكن هذه المرّة يأتي الجواب من مكان بعيد. المخيّلة مصدره: «نحن ننحدر باتجاه هاوية لا قعر لها!».