البداوي ــ عبد الكافي الصمدأفرجت إدارة مستشفى القبيات بعد عصر أول من أمس عن جثة الرضيع الفلسطيني عبد اللطيف عبد الرحمن.
منذ أسبوع يرقد الطفل الراحل في المستشفى، حيث مُنع ذووه من تسلّم جثته ودفنها، قبل أن يدفعوا المبالغ المالية المترتبة عليهم والتي وصلت إلى حدود 30 مليون ليرة لبنانية.
قال أيمن عبد الرحمن، عمّ الرضيع إن إدارة «المستشفى لم تُفرج عن جثته إلا بعد اتصالات وضغوط مورست عليها من قبل وزارة الصحة، وتيار المستقبل، ومكتب رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، وخصوصاً بعدما أنكر المستشفى احتجاز الجثة». في حديث إلى «الأخبار» قال عبد الرحمن «حذرنا إدارة المستشفى من أننا سنصعّد القضية في وسائل الإعلام، وأننا سنتهمها بمخالفة القوانين التي تحظر على المستشفيات احتجاز الجثث، رفعنا القضية إلى أعلى المراجع الفلسطينية، ووصل صداها إلى رام الله».
عمّ الرضيع حمّل الأونروا مسؤولية هذه القضية
ولفت عبد الرحمن إلى أن الأونروا دفعت مبلغ 3 ملايين ليرة فقط، علماً بأنها أعلنت مسبقاً تعهدها بدفع كامل النفقات، كذلك جمعنا من جهات خيرية مبلغ 9 ملايين ليرة»، فقد كشفت مصادر في المستشفى لـ«الأخبار» أن الإدارة «شطبت 4 ملايين ليرة من الحساب، ويجب على أهل الرضيع أن يدفعوا 14 مليون ليرة أيضاً».
عبد الرحمن وجّه اتهامات إلى قسم الصحة في الأونروا، وحمّله «كل المسؤولية عن القضية، لأن عاملين فيه هم الذين ورّطونا فيها ثم تخلّوا عنا»، موضحاً أن «هؤلاء هم الذين اقترحوا علينا الذهاب إلى مستشفى القبيات، وأن نجول على مسؤولين وجهات خيرية من أجل تسوّل المساعدات، بعدما أخبرونا أن فاتورة المستشفى وهمية، وأنه كلما زاد المبلغ أمكن تجميع مبلغ أكبر».
وقال عبد الرحمن إنه التقى مسؤولي الفصائل الفلسطينية في مخيم البداوي، الذين «بحثوا الأمر مع مسؤولي الأونروا، إلا أن الموضوع بقي بلا حل إلى حين قيامنا بتفعيله إعلامياً وسياسياً، ما اضطر المستشفى إلى الرضوخ للضغوط، في موازاة رفضنا التوقيع على أيّ تعهد طلب منا لدفع المبلغ الباقي، وطلبنا منه أن يراجع الأونروا بخصوصه»، لافتاً إلى أن مسؤولين في المستشفى «اعتذروا منا بعد تسلّمنا جثة الرضيع، الذي دفنّاه في مقابر العائلة في مخيّم البداوي».
وأكد مسؤول الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين في الشمال أركان بدر أن «هذه الحادثة المأسوية هي جزء من معاناة الشعب الفلسطيني مع قسم الصحة في الأونروا، ومع كبار مسؤوليها».
يُذكر أن الرضيع المتوفى يُدعى عبد اللطيف عبد الرحمن، وقد أبصر النور خلال عملية ولادة مبكرة جرت قبل حوالى شهرين، وقد خضع نتيجة سوء وضعه الصحي لعلاج طويل، لكنّ العلاج لم يؤدِّ إلى إنقاذ حياته.
الرضيع ابن لعائلة غير ميسورة، وقد طرق ذووه أبواب شخصيات ومؤسسات وجمعيات أهلية، لبنانية وفلسطينية، في محاولة لجمع المبلغ الذي فرضته إدارة المستشفى بدلاً للعلاج الذي تلقّاه الرضيع قبل رحيله.