قاسم س. قاسملم تستغرق شتوة أيلول الأولى أكثر من ساعة ليل أول من أمس، لكنها كانت كافية لتغرق عدداً من شوارع بيروت بالمياه نتيجة عدم تأهيل البنى التحتية. إلا أن المشكلة الأبرز كانت في مخيم برج البراجنة، الذي عاش أبناؤه بروفة مصغّرة لما قد يجري لهم خلال الشتاء المقبل، مستعيدين مأساتهم المتكررة مع طوفان مجاري الصرف الصحي في جورة التراشحة، التي ملأت أزقة المخيم بالمياه المتبذلة. السكان، الذين اعتادوا على مثل هذه الفيضانات، نجوا من دخول المياه إلى بيوتهم بسبب عدم غزارة المطر. لذلك اعتبروا الأمر مجرد «شتوة تجريبية» للإجراءات الاحترازية التي اتخذوها استعداداً للمطر. وقد انهمكوا بتنظيف الأوساخ من أمام محالهم وبيوتهم، معبّرين عن امتعاضهم مما حصل. أبو حميد، الذي وصلت المياه إلى أمام باب محله، راح يشتم الأونروا «ومشروعها اللي مش عارف يبدا».
فقد كانت «الأونروا» قد وعدت بأن يكون العام الماضي هو «العام الأخير الذي تطوف فيه المياه لأن مشروعها لتأهيل بنى المخيم التحتية سيكون قد انتهى» كما يقول عضو اللجنة الشعبية ـــــ تحالف القوى أبو رياض. ويضيف: «مرّ الصيف، وها هو الشتاء على الأبواب، وحتى الآن المشروع لم ينطلق». اللجنة الشعبية التي استنفرت قواها ليل أول من أمس لمعالجة الأمر وجدت نفسها عاجزة عن القيام بأي شيء في ظل غياب التجهيزات اللازمة.
وحمّل أبناء المخيمات والجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، في بيان وزّعته الجبهة أمس، المسؤولية للأونروا، معتبرة أن المخيمات «تعيش حالة مأسوية نتيجة سوء أوضاع البنية التحتية الهشة وشبكات الصرف الصحي». ودعا البيان الأونروا إلى «معالجة مشكلات البنى التحتية في مخيمات شاتيلا، برج البراجنة، صبرا وضبية».
من جهة ثانية، وبخلاف الوعد الذي أطلقته الأونروا أمس لمتابعة العمل في إعادة تأهيل البنية التحتية في مخيم شاتيلا، لم يحضر المقاول «آليات الحفر للمخيم ولا العمّال»، كما قال أمين سر اللجنة الشعبية ـــــ منظمة التحرير في شاتيلا زياد حمّو أمس. وفي اتصال أجرته «الأخبار» مع مدير المنطقة الوسطى والبقاع في «الأونروا» محمد خالد، قال «ناطرين المصاري وأوّل ما توصل رح نبدا المشروع حتى لو بعز كوانين».