عيون أرغش ــ رامح حميةأما الفتى يوسف طوق (13 عاماً) من بلدة بشري فيسكن طوال فصل السياحة والاصطياف في غرفة تعود لجدته في عيون أرغش. يتحمس للحديث عن حماره الذي اشتراه بمئتي ألف ليرة لبنانية «لأنو بيستاهل... وعم يعطيني خمسين ألف باليوم الواحد، بس بشتريلو كل فترة أكل بمئة ألف ليرة». وعن الهدف من قيامه بهذا العمل، يؤكد أنّه مطالب بتأمين مصروفه اليومي وشراء كسوة الشتاء. وللحمير موديلات وأشكال قد تؤثر على «سعر الكزدورة على ظهره»، فإذا كانت تسعيرة الجميع 2000 ليرة، فهي بـ3 آلاف على حمار الشاب إسماعيل زين الدين (16 عاماً) الذي يؤكد أنّ حماره «مميز لأنّه طويل ولونه أبيض.. والركبي عليه ممتعة أكثر». ويشير إسماعيل إلى أنه يقصد عيون أرغش من بلدته عيناتا، منذ الصباح الباكر، حيث يبدأ السياح بالتوافد بدءاً من العاشرة صباحاً، مستغرباً علامات «التعجب لدى السياح، بمن فيهم اللبنانيون المقيمون، من وجود الحمير».
وما إن ينتهي النهار حتى ينطلق فرسان عيون أرغش باتجاه قراهم وبلداتهم والسعادة تغمرهم للغلة التي يجمعونها، ولكونهم محط أنظار الجميع، ولقناعتهم بأن الأيام المقبلة ستعيد للحمير أمجادها!