أريحا ــ أسامة العيسةعمليات التهويد المتسارعة في الأراضي الفلسطينية، طالت هذه المرة موقع السامري الطيب، على طريق القدس ــــ أريحا، وهو الموقع المرتبط بقصة السامري الذي ساعد السيد المسيح، وهو في طريق عودته من أريحا إلى القدس وفقاً للتقليد الإنجيلي
افتتحت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ما سمّته أول متحف للفسيفساء في الضفة الغربية، في موقع السامري الطيب، الذي يعتبر أحد المقاصد السياحية للحجاج، ويضم بقايا كنيسة بيزنطية، وقلعة حراسة. وقد أرادت سلطات الاحتلال بافتتاحه، توجيه رسائل عدة، يختلط فيها الأثري بالاستيطان اليهودي بمغازلة الحجاج الغربيين. يضم المتحف قطعاً فسيفسائية عثر عليها في مناطق مختلفة من الضفة الغربية وقطاع غزة خلال عمليات الحفريات الأثرية غير الشرعية المحمومة، التي أجرتها وما زالت في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ومن هذه القطع، أرضيات فسيفسائية عثرت سلطات الاحتلال عليها في الموقع الأثري لدير القلعة، على قمة شمال الضفة الغربية، تطل على الساحل الفلسطيني، خلال حفريات كشفت عن سلسلة من الغرف والأرضيات الفسيفسائية، وقنوات مائية، وصهاريج ومعاصر عنب ومدافن.
وخلعت سلطات الاحتلال هذه الأرضيات، التي تحوي رسومات نباتية في غاية الإتقان، وأخرى تصور تقلبات الفصول على عقود العنب، بالإضافة إلى تشكيلات هندسية متنوعة، ونقلتها إلى المتحف الجديد، وهو ما حدث مع كنوز أثرية فلسطينية أخرى، استولت عليها سلطات الاحتلال. وتعتبر مدينة معاليه أدوميم الاستيطانية، التي يجري العمل لربطها بمدينة القدس، أن موقع السامري الطيب ضمن حدودها. ووفقاً لمصادر إسرائيلية فإن المتحف كلف نحو 4 ملايين دولار، والهدف منه إعطاء المستوطنات خلفية تاريخية غير يهودية تبرز وجهاً لإسرائيل يتسم بالاختلاط الطائفي والديني. وكشف وزير السياحة الإسرائيلي، عن سعي وزارته لأن يصبح المتحف المفتوح مجاناً للجمهور، أحد أهم مواقع الجذب السياحي للحجاج المسيحيين زوار الأراضي المقدسة. وقال إن المتحف يعيد تجسيد ما اعتبره العلاقة بين الأديان الثلاثة اليهودية، والمسيحية، والسامرية.