بعلبك ــ علي يزبكلا تلوح تباشير عيد الفطر في أسواق مدينة بعلبك. إذ يبدو أنّ الإجراء الاستثنائي الذي اتخذته نقابة أصحاب المؤسسات والمحال التجارية في المدينة منذ منتصف شهر رمضان، أي السماح للصائمين بالتسوق ليلاً، لم يؤت ثماره. ولم تنشط حركة المبيع والشراء، كما كان متوقعاً، وإن كانت زحمة السير نهاراً توحي عكس ذلك. فرصد المحال التجارية يكشف أنّ معظم الناس يكتفون بإلقاء نظرة عابرة على الملابس. وفي أحسن الأحوال، يخوض بعضهم جدلاً طويلاً مع أصحاب المحال بشأن الأسعار. «القليل القليل يشتري»، يقول محمد علي حسن، صاحب محل للألبسة الرجالية. ويردف: «كنا نتوقع موسماً أفضل كما في الأعوام السابقة حيث كانت الحركة الرمضانية أحسن. الإقبال هو على المحال التي تبيع ملابس الأطفال». هكذا، يبدو المشهد في المدينة: حماوة في الخارج وبرودة في الداخل رغم أنّ السوق التجاري في بعلبك لا يعتمد على سكان المدينة فحسب، بل أيضاً على أهالي القرى المجاورة.
وكانت الأسواق قد استعدت لموسم العيد من خلال تزيين المحال وإبقاء أبوابها مفتوحة حتى قبيل منتصف الليل.
حركة تجارية خفيفة تقتصر على السلع الضرورية. والسبب خيارات المواطن التي باتت محدودة بفعل الأزمة الاقتصادية والغلاء ومتطلبات شهر أيلول الضاغطة في الأساس. هو شهر المونة على أنواعها وتخزين المازوت للتدفئة، وتلبية اللوازم المدرسية مع بدء العام الدراسي الجديد في عدد من المدارس الخاصة.
لم توفق سمر الطفيلي في شراء ملابس لأولادها الأربعة، فالإمكانات لا تسمح و«سأتدبر الأمر من الملابس القديمة الموجودة في المنزل».
وتعرض المحال التجارية ثياباً صيفية محاولة الاستفادة من نهاية موسم الصيف فيما المنطقة باتت على مقربة من فصل الشتاء وقد يكون هذا أيضاً أحد أسباب الإحجام عن الشراء.
شهيرة غدادة، الآتية من عرسال التي تبعد 47 كلم عن سوق بعلبك. تبدو محتارة بين الثياب الصيفية والشتوية، نظراً لعدم قدرتها على شراء الخيارين.
ويرى مدير الأنشطة في نقابة أصحاب المؤسسات والمحال التجارية في البقاع عامر الحاج حسن أنّ «هذا الركود في أسواق بعلبك هو مرحلي، وبالتأكيد ستتحسن حركة البيع الشهر المقبل مع بدء الموسم الشتوي، فشهر أيلول هو ضاغط على المواطن». ويتمنى انفراجاً سياسياً على الصعيد الحكومي حتى يفرج البلد، فالناس متخوفون، كما يقول، من استمرار الأزمة السياسية.
على صعيد آخر، انتشرت في أنحاء متفرقة من سوق بعلبك البسطات التي تبيع المفرقعات والألعاب النارية للأطفال، ما يبشّر بأنّّ المدينة مقبلة على إزعاج متجدّد مع كل عيد أو مناسبة.