في خطوة هي الأولى من نوعها، تحضّر مدارس الأونروا في الشمال لتأمين «صفوف علاجية» في قاعات الدراسة، بسبب ظروف تلامذة المخيمات المعيشية الصعبة
البداوي ــ عبد الكافي الصمد
باشر قسم التربية والتعليم في وكالة الأونروا في الشمال بالتحضير لانطلاق العام الدراسي الجديد مطلع شهر تشرين الأول المقبل، وخصوصاً بالنسبة إلى تلامذة مخيمي نهر البارد والبداوي، وللتلامذة الفلسطينيين المقيمين في مدينة طرابلس. وقد أوضحت مصادر في القسم المذكور لـ«الأخبار» أن ثلاث أولويات تأتي على رأس اهتمامات الوكالة بالطلاب خلال العام الدراسي المقبل، أولاها العمل على الحد من انتشار وباء أنفلونزا الخنازير، من خلال القيام بحملة توعية صحية واسعة من أجل الحفاظ على صحة التلامذة في المدارس.
أما الأولوية الثانية، فهي «تأمين مدارس ذات بيئة آمنة وخالية من العنف، ولذلك سنعمل على دعوة أولياء الأمور والطلاب للتوقيع على معايير السلوك المدرسي الجديدة التي ستوزع عليهم بداية العام الدراسي». أمام هذين الاعتبارين الملحّين، تراجع «التفوق الأكاديمي» ليصبح في المرتبة الثالثة، إلا أنه ظل أولوية. وفي هذا المجال، أكدت المصادر أنه «سنعمل على توفير أجواء هادئة ومريحة للتلامذة بعد انتهاء الدوامين الصباحي والمسائي، بالإضافة إلى تحضيراتنا لتكريم التلامذة المتفوقين في نهاية العام الدراسي».
سيُستعان بمتطوعين من هيئات المجتمع المحلي لإدارتها
لكن الجديد الذي طرأ على مدارس الأونروا في الشمال هو تأمين وجود «صفوف علاجية» في قاعات الدراسة، في خطوة هي الأولى من نوعها في هذه المدارس. وأشارت مصادر الأونروا إلى أن إيجاد هذه الصفوف جاء «انطلاقاً من الظروف المعيشية الصعبة التي يرزح تحتها سكان المخيمات، وهي ظروف أخذناها في الاعتبار، وخصوصاً طلاب مخيم نهر البارد، إضافة للتلامذة المقيمين في الأماكن المتاخمة له، والتلامذة المقيمين في محيط مخيم البداوي. ولذلك، سيعمل قسم التربية والتعليم في الأونروا على توفير أماكن للدراسة، وتأمين بيئة مناسبة يستطيع التلامذة فيها تأدية فروضهم المدرسية بلا ضغوط».
وأشارت المصاد إلى أنه «من أجل نجاح هذه الخطوة، سيُستعان بمتطوعين من هيئات المجتمع المحلي، على أن تكون هذه الصفوف العلاجية التي ستفتح في مخيمي نهر البارد والبداوي مخصصة لتلامذة الصف الثالث كمرحلة أولى، وأن يبدأ العمل بهذا البرنامج مع بدء انطلاق العام الدراسي مطلع تشرين الأول المقبل، فور تحديد قسم التربية والتعليم في الأونروا للتلامذة المحتاجين اهتماماً أكثر وثقة أكبر من أجل البقاء في صفوفهم ومتابعة تحصيلهم العلمي».
وعلى غرار العام الماضي، سيخصص دوامان صباحي ومسائي من أجل استيعاب أعداد التلامذة المتزايدة في المدارس، ونتيجة النقص الذي لحق بمدارس الأونروا بعد التدمير الذي أصاب مدارسها في مخيم نهر البارد، على أن يبدأ الدوام الصباحي عند الساعة السابعة وينتهي عند الساعة 12، بينما يبدأ الدوام المسائي عن الساعة 12 ظهراً وينتهي عند الرابعة والنصف مساءً.
إلى جانب ذلك، فسوف يُنقل تلامذة مخيم نهر البارد إلى مدارسهم في مخيم البداوي عند الساعة السادسة والنصف من صباح كل يوم، بواسطة 14 باصاً وضعت خصيصاً لهذا الأمر، بعدما حددت نقاط تجمعهم في مخيمهم، وفي مخيم البداوي عند عودتهم.