عيتا الشعب ــ زينب صالح«رمضان ضيف مزعج هذا العام»، يقول أحد الشباب ممازحاً وهو يرتشف نفس الأركيلة في مطعم القرية. ففي عيتا الواقعة على الحدود «تأجلت الأعراس ودورات كرة القدم» بسبب الصيام، على عكس العمل في تصفيت التبغ، الذي لا يمكن تأجيله لأنه المورد المعيشي الأساسي لمعظم العائلات في القرية. فمن وجد فرصة عمل إضافية من الشباب لا يوفّرها، حتى لو كلفه ذلك جهداً إضافياً في شهر الصيام. «ما زلت أساعد والدي الحداد، لكن ساعات عملنا قلت بسبب العطش والتعب»، يقول علي. أما حسين، فمنذ أنهى عامه الدراسي وهو يعمل في ورشة نجارة لدى أحد أقاربه. «لا رمضان ولا غيرو»، يقول، مضيفاً: «بدي طلّع حق المعسل وحق بنزين الموتور». فيما عمل صديقه ليومين في رفع الحجارة في إحدى ورش العمارة المنتشرة في القرية إلى أن منعه والداه من هذا العمل الذي سبب له آلاماً في ظهره. فرص العمل لدى الشباب في القرية قليلة وتقتصر على مطعمين ومحال النجارة والحدادة، ما يدفع البعض إلى الالتحاق بمطاعم في بنت جبيل والقرى المجاورة من أجل 250 ألف ليرة شهرية. أما محل الإنترنت الوحيد في القرية والمسبح الذي يقع في أولها فيتقاسمان الشباب في أوقات السهرة فقط بعدما كانا يستحوذان على العصرية أيضاً، ودخل إلى منافستهما في ذلك محل الحلوى الجديد والوحيد الذي جمع الشباب طيلة فترة السهرة والسحور أمام أصناف الطعام على وقع مغامرات باب الحارة وبيت جدي. الأمر الوحيد الذي لم يغير فيه رمضان ساكناً هو الدورات الثقافية، لكونها أصلاً غير موجودة في القرية. فيما تقتصر الرحلات الدينية والترفيهية على جهود «جمعية شباب» التي تعنى بالناشئة من 15 إلى 20 عاماً والتي أوقفت نشاطاتها قبل حلول الشهر بأسبوع.