حسين فرّانبحلول شهر رمضان كل عام تتكرّر الظواهر المصاحبة له ذاتها. ورغم أنني آخر من يحق له التحدث عن رمضان وعن الأمور الدينية عموماً، إلا أنني ضقت ذرعاً بهذه الظواهر. فقبل موعد الإفطار بقليل، يمكن لمس كم أن البشر «عند بطونهم تضيع عقولهم». يكفي مراقبة حركة السير وأساليب القيادة في الشوارع، التي غالباً ما تكون هوجاء، بهدف الوصول إلى المنزل عند موعد الإفطار، وهو الموعد الوحيد الذي يحترمونه عكس أيّ موعد آخر. في هذا الشهر، تقلّ الإنتاجية، ويتعامل الناس بعضهم مع بعض بعدائية، وكأنهم «مربحين حالن جميلة إنن صايمين». الأخطر من ذلك كله، هو أن هذا الشهر تحول من شهر صيام إلى شهر الأكل المكرّس. فلا حديث فيه سوى عن الإفطار والسحور، هذا غير كميات الطعام الهائلة من فضلات الموائد التي تعدّ وتهدر إذ ترمى في الزبالة في نهاية الأمر. هناك أيضاً ذاك اللغز المتكرر في رمضان: لماذا تكثر سهرات ليست سوى تجمّعات شبابيّة «لطق الحنك» والتعارف. ألا يمكن القيام بهذه الأمور خارج نطاق شهر رمضان؟
يقول وسام إنّه ينتظر مناسبة كهذه للتعرف إلى الفتيات من خلال السهرات الرمضانيّة فيقاطعه علي ويقول «بتجي البنت ودالقة الخزانة عليها مع فول مايك أب». فعلاً، ماذا بقي من شهر الإيمان؟