في «اليوم العالمي للديموقراطيّة» زار طلاب من جامعات لبنان الرسمية والخاصة البرلمان. هناك، أبرز ما فعلوه كان التقاط الصور في مقاعد النواب
محمد محسن
اعترف نائب «الأمّة» محمد قباني أمس بأن «في لبنان أزمة نظام سياسي. حتى الآن، نحن مجموعة قبائل مذهبية». كان الاعتراف أمام شبّان جامعيين استضافهم مجلس النواب اللبناني، بالتنسيق مع برنامج الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (UNDP)، ضمن فعاليات اليوم العالمي للديموقراطيّة، الذي امتد من العاشرة صباحاً وحتى الرابعة من بعد ظهر أمس. زار الطلاب مكاتب النوّاب، حيث كان أغلبها فارغاً نظراً لوجودهم في قصر بعبدا للمشاركة في الاستشارات النيابية لتأليف الحكومة. وقفوا أمام منابر التصريحات اليوميّة حيث يقف النواب، ويطلقون مواقفهم الناريّة. لدى دخولهم القاعة العامة لمجلس النواب، تفاجأ الطلاب بصغر حجمها خلافاً لما تظهره صور التلفزيون. توزعت المجموعات على المقاعد. هنا طالب يجلس مكان نائب انتخبه، وهناك طالبة تبحث عن مقعد نائب آخر تؤيد مواقفه، أكثر ما لفتها راحة الكرسي، فتندّرت «لو ما كانت مريحة هلقد ما بيقتلو حالن
النواب مهضومين عن قريب بس بيحكو كتير
لياخدوها». في الجلسة الأولى، التقى الطلاب النائب روبير فاضل. لم يعرفه بعضهم وعللوا ذلك بأنّه حديث العهد. في الجلسة الثانية، رحّب النائب محمد قباني بالجامعيين، وخصوصاً طلاب الجامعة الأميركية التي «تخرّج منها والدي وأنا وأولادي». قبل أن يجيب عن أسئلة الطلاب، تحدّث قباني عن بديهيات عمل المجلس النيابي كالتشريع والمراقبة، وهي أمور لا تحتاج إلى زيارة للبرلمان، للاطلاع عليها. لكن يبدو قباني معذوراً في البديهيات التي تحدّث عنها، في ظلّ أسئلة طلابية مستوحاة من الأزمات السياسية القائمة. فأسئلتهم لم تتناول أموراً دستورية أو ديموقراطية، بل كانت حصة الأسد منها للسياسة. حسنتها الوحيدة، أنّها أتاحت لقباني أن يقول ما لا يقال عادةً أمام الإعلام وأثناء الحديث عن السيادة والاستقلال «اللبنانيون قاصرون عن حكم أنفسهم بأنفسهم». وحدها الطالبة دينا جركس من جامعة بيروت العربية انتفضت بهدوء على كلام قباني قائلة: «مع كل احترامي سعادة النائب، ما بدنا نكون زملاءكن».
بعد قباني، حضر النائب روبير غانم، فكان اجتماعه مع الطلاب بارداً جداً، حمل أسئلةً سياسية قليلة، لكن مع التركيز على ضرورة إلغاء الطائفية السياسية «وهذا ليس أمراً سهلاً، يجب الشفاء من مرض الطائفية» قال غانم.
ما إن تنتهي الندوات، حتى يسحب الطلاب هواتفهم وكاميراتهم والهدف معروف: صورة على مقعد نيابي أو رئاسي، للذكرى أو للفايسبوك. خارج القاعة، صور في باحة المجلس مع بعض النواب. بعد هذه الزيارة القصيرة هل تغير شيء بالنسبة إلى الطلاب؟ «لأ ما تغير شي، كلو سامعينو بالتلفيزيون. ما استفدت شي. النواب مهضومين عن قريب بس بيحكو كتير» تقول عايدة رقية من كلية الآداب في الجامعة اللبنانية. أمّا ساندي من الجامعة الأميركية ففائدة زيارتها لم تكن، إلا أنّها «اتصورت كم صورة حلوين». اعتبر عمر نوفل أن النواب يقومون «بمناورات وقلنالن ياها بوجن جوا»، فيما شعرت يولاند بلوط بالـ«democratie، لكن سينسانا النواب عندما ندير ظهورنا ونخرج من البرلمان».