طرابلس ــ عبد الكافي الصمدتوالت الاستعدادات التنظيمية للاعتصام المقرر قبل ظهر اليوم في طرابلس، بدعوة من «هيئة المناصرة الأهلية لإعادة إعمار مخيم نهر البارد»، دعماً لإعادة إعماره و«رفضاً لتهجير جديد لفلسطينيي المخيم»، حسب ما جاء في بيان الدعوة.
غير أن تطوراً طرأ في اللحظات الأخيرة دفع المنظّمين إلى نقل مكان الاعتصام من ساحة عبد الحميد كرامي (ساحة النور) إلى باحة معرض رشيد كرامي الدولي، حيث مركز وحدة إعمار مخيم نهر البارد التابع لوكالة الأونروا في الشمال، بعدما رفضت وزارة الداخلية إعطاءهم ترخيصاً بذلك، لأسباب ردّتها مصادر أمنية إلى «الازدحام الذي تشهده مدينة طرابلس في هذه الأيام قبل حلول عيد الفطر، وأن الاعتصام من شأنه أن يزيد حالة الاختناق التي تشهدها شوارع المدينة، إضافة إلى مخاوفنا من خروج الاعتصام عن السيطرة وحصول فوضى وأعمال شغب خلاله، فارتأينا أن نسمح لهم بالاعتصام داخل المعرض حتى لا يخرج عن أهدافه».
في موازاة ذلك، عقد اجتماع مساء أول من أمس في مقر رابطة الجامعيين، بين وفد من هيئة المناصرة وأكثر من 20 ممثلاً عن هيئات المجتمع المدني في طرابلس، «أُطلعوا على أهداف التحرك، وطلبنا منهم المشاركة فيه. وقد وعد بعضهم بذلك، بينما اعتذر آخرون لارتباطهم بمواعيد أخرى»، حسب ما أوضحت عضو هيئة المناصرة نوال حسن. كذلك أشارت إلى أنه «توافقنا وإياهم على القيام لاحقاً بحملة توعية وتعبئة في طرابلس، لإطلاع طلاب المدارس والجامعات خصوصاً على ما يعانيه أهالي المخيم من مآس ومعاناة».
وأوضحت حسن أن المجتمعين «تطرقوا إلى مشكلة الآثار التي برزت وعرقلت إعادة إعمار المخيم»، لافتة إلى أنهم عدّوا «المشكلة سياسية في الدرجة الأولى، فهناك آثار في طرابلس وغيرها مهملة وطواها النسيان، مثل مسرح الأنجا الأثري والتاريخي الذي تحوّل أنقاضاً، ومطالبتهم مراراً لمديرية الآثار بإنقاذ آثار طرابلس من الاندثار والإهمال والتعديات بقيت بلا تجاوب، فيما لم تتردد في توجيه اهتمامها صوب آثار مخيم نهر البارد».
في غضون ذلك، أشار مسؤول العلاقات السياسية والإعلامية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين سمير لوباني إلى أن وفداً منها يواصل لقاءاته مع مختلف القوى السياسية في الشمال، لإطلاعهم على حقيقة الوضع في مخيم نهر البارد. وقال لـ«الأخبار»: «أكدنا لهم أننا لا نريد أن يتحوّل المخيم إلى صندوق بريد يستقبل أو ترسل منه الرسائل السياسية أو الأمنية إلى الداخل اللبناني، وطلبنا منهم بإلحاح أن يبعدونا عن الصراعات اللبنانية الداخلية». كذلك شدّد لوباني على أن الفلسطينيين «لا يريدون أن تكون بينهم وبين التيار الوطني الحر أي مشكلة، بل إقامة حوار هادئ مع الأطراف اللبنانية كافة، لأن أي تجاذب داخلي بخصوص المخيم سينعكس ضرراً على أهله دون غيرهم، ولأننا مقتنعون بأنه لا يمكن مواجهة خطر التوطين إلا بإعطائنا حقوقنا المدنية».


توفير بيئة صحية

أكد نائب المفوّض العام للأونروا فيليبو غراندي في رسالة إلى لجنة الحوار اللبناني ـــــ الفلسطيني، أثناء زيارته الأخيرة إلى لبنان، «التزام الأونروا أمام اللاجئين الفلسطينيين وسكان مخيم نهر البارد بدورها كوكالة أُسّست لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين، وبالتالي فإن إعادة إعمار المخيم تمثّل أولوية مهمة بالنسبة إلينا، وقد تعهّدنا بذلك قبل سنتين باتفاق تام مع الحكومة اللبنانية، وذلك بناءً على التزامنا الأخلاقي والإنساني المشترك لتخفيف محنة اللاجئين الفلسطينيين».
ورأى غراندي أن هدف الأونروا «يكمن في توفير بيئة صحية وكريمة لأولئك الذين نزحوا من المخيم نتيجة لنزاع عام 2007، وفي وضع نهاية بأسرع ما يمكن للمعاناة التي سبّبها نزوحهم الطويل».