محمد نزالاحتاج سامر (اسم مستعار) إلى المال، فقرر الحصول عليه بطريقة “احتيالية”. قرر ذات يوم أن يدور على ساعات الكهرباء في مختلف المناطق. حفظ أمكنتها، وبدأ بنزع بطاقات القَطع التي يضعها جابي الكهرباء عليها عادة، كتحذير بقطع التيار عن منازل أصحابها، ما لم يبادروا إلى تسديد المتأخرات المالية العائدة إلى مؤسسة “كهرباء لبنان”. جمع سامر عدداً من تلك البطاقات. محا عنها الأسماء الحقيقية، ليدوّن أسماءً أخرى مكانها، كان يعرف أصحاب الأسماء الجديدة وعناوين منازلهم. توجّه إليهم، وأخذ يعرّف عن نفسه أمامهم بأنه جابي كهرباء، ومخوّل التفتيش في العدّادات العائدة إلى المنازل والمؤسسات.
نجح في إيهام ضحاياه. أعجبته الفكرة، فامتهن “انتحال الصفة”. كان يطلب من صاحب كل منزل أو محل تجاري مبلغ 195 ألف ليرة لبنانية، تحت طائلة قطع التيار الكهربائي، فكانوا يمتثلون لطلبه خوفاً من ظلام الكهرباء. أُوقف سامر بالجرم المشهود في منطقة الظريف ـــــ بيروت، وعُثر بحوزته على خمس بطاقات قطع كهرباء حمراء اللون خاصة بالمؤسسة. حضر إلى مكان توقيفه عدد من الأشخاص الذين تعرضوا لاحتياله، فتعرفوا عليه. ادّعى بعضهم عليه، فيما فضّل الباقون عدم الادّعاء.
تبيّن للقوى الأمنية أثناء التحقيق معه، أنه سبق أن حُكم على سامر بدعاوى انتحال صفة واحتيال، إضافةً إلى السرقة وشراء المسروق. من جهته، لم ينفِ الموقوف التهم الموّجهة إليه، بحسب وقائع التحقيق التي وردت في حكم المحكمة.
حكمت محكمة الجنايات في بيروت، برئاسة القاضية هيلانة اسكندر، وعضوية المستشارين وليد القاضي وهاني عبد المنعم الحجّار، بتجريم سامر بالجنايتين المنصوص عليهما في المادتين 459 و459/454 من قانون العقوبات. وأنزلت المحكمة بحق المتهم عقوبة بالحبس لمدة سنتين وصدر الحكم وجاهياً في بيروت، وأفُهم علناً بحضور ممثل النيابة العامة الاستئنافية.