صور ـــ آمال خليلقد يبحث من يزور معرض «VILLAGE FAIR» بعد افتتاحه بدءاً من مساء اليوم في صور وللمرة الأولى في الجنوب، عن القرية اللبنانية بمنتجاتها «البلدية» الغذائية والصناعية والحرفية... على ما يوحي إليهم الاسم. لكنهم سيجدون أن القرية جزء صغير مما يعرضه المشاركون في أجنحتهم. فالمعرض صغير الحجم يجمع في أمتار قليلة المجوهرات والكتب والمونة اللبنانية والأدوات المنزلية والتحف والأنتيكا المصنعة من لبنان وألمانيا وكندا. تقر ويندي إدريس وآنيت دكروب وسلمى بوكروم، صاحبات الفكرة ومنفذاتها، بأنّ الزوار قد لا يلمسون للوهلة الأولى تمايزاً كبيراً عن المعارض الأخرى. أما بالنسبة إليهن فالأمر يختلف انطلاقاً من تجربتهن الخاصة. فالثلاث يعملن في صنع الحرف يدوياً وتسويقها وكن قد شاركن في معارض كبيرة عدة ووجدن أنّها «قد تفيد جزءاً من المستهلكين والمنتجين لكنّها لا تعمم الإفادة على الجميع». تقول آنيت الألمانية والمتزوجة بلبناني، إنّها بالتعاون مع صديقتها ويندي البريطانية المتزوجة بلبناني أيضاً ثم لاحقاً مع سلمى، قررن إطلاق نمط جديد للمعارض والعلاقة بين البائع والشاري. فالمشتركون في المعارض «لا يعرف بعضهم بعضاً بل يجتمعون في مكان واحد بهدف التسويق والربح الوفير، فضلاً عن أنهم يكونون من كبار التجار والمؤسسات»، تقول ويندي. من هنا قررت السيدات منذ ثلاث سنوات، استحداث معرض للجميع، يتسع لصغار المنتجين وكبارهم. ويسعين لخلق سبل تعاون وتجارة بينهم، كما يطلبن إليهم مراعاة الزوار باعتماد أسعار تناسب الجميع. الركن الأهم الذي يعكفن على إبرازه هو الحرفيات وصنّاعها، وخصوصاً «المبدعون والمبدعات الذين يحتاجون لفرصة أو مساحة يعرضون فيها إبداعاتهم»، تقول سلمى. وتشدد على «مؤازرة السيدات اللواتي يصنعن منتجات غذائية أو حرفية تراثية في منازلهن ويدفعهن للمشاركة في المعرض وعرض إبداعاتهن أمام الناس».
تأمل السيدات الثلاث اللواتي ينفقن على المعرض من جيوبهن الخاصة أن «يتكرس كمساحة للإبداع المجهول الذي ينتظر فرصة ليعرض ما صنعته يداه مقابل رسم رمزي». تسعى المنظمات للمعرض إلى «إعادة إحياء المنتج اليدوي المشغول بحرفية عالية ومحبة لا تبتغي الربح فقط»، فضلاً عن مواجهة شعار «صنع في الصين الذي بات يرتبط بأصغر الأشياء ويبخس بقيمة الأشياء معنوياً ومادياً، علماً بأن من صنعها في الصين هم أطفال صغار وعمال لا ينالون حقوقهم» تقول ويندي البريطانية.