سجّلت التقارير الأمنية في الفترة الأخيرة حصول عدد من حوادث السير والاصطدام بين السيارات، سببها كميات من الباطون الجاهز تخلّفها الشاحنات المخصصة لهذه الغاية على الطرقات الرئيسية والفرعية في مدينة زحلة وضواحيها، وذلك أثناء نقلها المواد من مجابل الباطون إلى ورش البناء. سكان المنطقة يؤكدون أن هذه الحوادث تقع قرب المطبّات الإسفلتية التي أقيمت للتخفيف من سرعة السيارات، أو على الطرقات والمنعطفات الجبلية، وهي تحدث نتيجة تساقط كميات قليلة من الباطون الجاهز التي تندفع من الفوهات الخلفية لـ«جرار» هذه الشاحنات، عندما يخفف السائق من السرعة لاجتياز المطبات، ومن ثم الانطلاق من جديد. الانطلاقة السريعة تؤدي إلى انزلاق عجلات السيارات على الباطون الرطب «المجبول»، وتنتشر الحصى لبضعة أمتار في محيط المطبات وعلى المنعطفات.
أحد سائقي هذه الشاحنات (رفض الكشف عن اسمه)، أجاب بتهكّم عن القضية، قائلاً: «هذه ليست مسؤوليتي، أنا موظف لا أكثر ولا أقل، والمهم عندي إيصال البضاعة إلى أصحابها».
المواطنون والسائقون نقلوا شكواهم إلى رؤساء البلديات. رئيس بلدية زحلة ـ المعلقة أسعد زغيب أوضح أن مدينته تضم 3 معامل

تسبب حصى الباطون انزلاق السيارات واصطدامها ببعضها
حديثة من هذا النوع تديرها مؤسسات خاصة، وهي توفّر الباطون الجاهز لمعظم ورش البناء في المنطقة، لافتاً إلى أنه كان قد نبّه أصحابها مراراً، بضرورة خفض حمولة جرار الشاحنات، وإلزام سائقيها بالقيادة بسرعة معقولة، تفادياً لتدفق كميات من الباطون المجبول على الطرقات، وعلى وجه التحديد عند الدوّار الرئيسي الذي يربط طريق شتورا ـــــ بعلبك الدولية بمدينة زحلة من الجهة الشرقية»، وقال زغيب إن البعض لم يُعِر الأمر أية أهمية، ما اضطره إلى اتخاذ بعض التدابير القانونية بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي، التي عمل عناصرها على تحرير محاضر ضبط بحق الشاحنات المخالفة، كان قد حصل على أرقام لوحاتها من مواطنين اتصلوا به هاتفياً لهذه الغاية.
من جهته، أكد مسؤول أمني لـ«الأخبار»، أن هذه القضية ستكون موضوع متابعة، وستُعالَج مع أصحاب المعامل، وسيُتَشدَّد في تطبيق الإجراءات القانونية في حق
المخالفين.
(الأخبار)